وقَّعت الولاياتالمتحدةوجورجيا أمس، «شراكةً دفاعية» خلال زيارة وزير الداخلية الأمريكية، جون كيري، إلى تبليسي. ورغم تلقِّي تبيليسي أصلاً مساعداتٍ دفاعيةٍ من واشنطن؛ أعلنت الأخيرة أن المذكّرة الجديدة تُوسِّع التعاون في «مجال الدفاع والأمن وبناء القدرات الدفاعية والعسكرية والتعاون الأمني وتبادل المعلومات». وتستهدف الشراكة الدفاعية تعزيز أمن وقدرات جورجيا الصغيرة الواقعة في القوقاز والقلِقة إزاء نيات روسيا التوسعية. ووصف كيري، خلال مؤتمرٍ صحفي، الشراكة بين البلدين ب «قوية ولا تتزعزع»، معتبراً أن «الشعب الجورجي اختار مستقبلاً أوروبياً أطلسياً، والولاياتالمتحدة تدعم هذا الهدف». وبدأ كيري زيارته أمس، واتخذ تبليسي محطةً أولى من جولته التي تشمل أوكرانيا وتستهدف طمأنة الدول المجاورة لروسيا قبل انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي في بولندا. وجرى توقيع الاتفاق إثر لقاءٍ بين كيري ورئيس جورجيا، جورجي مارغيفيلاشفلي، الذي سيشارك يومي ال 8 وال 9 من يوليو في اجتماع الأطلسي مع نظيره الأوكراني، بترو بوروشنكو. وعلى غرار كييف؛ تأمل تبليسي في الانضمام إلى الحلف الأطلسي رغم معارضة موسكو التي تدخل مع هذين الجارَين في خلافاتٍ حدودية. وكانت جورجيا شهِدت حرباً خاطفة مع روسيا قبل 8 سنوات. وفيما تعارِض واشنطن سياسة موسكو في الأزمة الأوكرانية؛ تستهدف زيارة كيري تعزيز علاقات بلاده مع كييف وتبليسي. وعلَّقت مسؤولةٌ كبيرةٌ في الخارجية الأمريكية – رفضت نشر اسمها- بالقول «روسيا يمكنها أن تفسر هذه الزيارة كما تشاء»، لافتةً إلى اهتمام واشنطن بأمن شركائها. وفيما يتمُّ الإعداد لقمة الأطلسي المرتقبة في وارسو؛ يُفتَرض أن يعبِّر كيري أيضاً عن دعم واشنطن «للتطلعات الأوروبية- الأطلسية» بالنسبة لجورجيا. ولم يصدر بيانٌ رسمي بهذا الخصوص حتى مساء أمس. وكان قادة الأطلسي وعدوا جورجيا في عام 2008، قبل حرب أغسطس مع روسيا، بضمِّها إلى الحلف في أحد الأيام. وشدَّدت المسؤولة الأمريكية الكبيرة «نتمسك بما قاله الحلف في بوخارست عام 2008» و»نرى مستقبلهم (الجورجيون) مع الأطلسي، لكن ما زال يتعين عليهم القيام بمزيدٍ من الخطوات».ويصل كيري اليوم إلى كييف، حيث سيلتقي بوروشنكو ورئيس الوزراء، فولوديمير غرويسمن. وستتناول محادثاتهم الوضع في شرق البلاد، حيث تواجه الحكومة تمرداً انفصالياً. وفي ختام اللقاءات؛ يتوجه كيري غداً الجمعة إلى وارسو للانضمام إلى رئيسه، باراك أوباما، ومسؤولين آخرين في الدول الأعضاء في الأطلسي، للمشاركة في القمة السنوية للحلف الذي يعدّها خبراء الأهم في السنوات الأخيرة.