يبدو أن حال الجدل والصخب للمدرب البرتغالي مانويل جوزيه، انتقلت معه أخيراً من العاصمة المصرية القاهرة إلى عروس البحر الأحمر جدة، إذ لا تعد «قضية» قائد الفريق الاتحادي محمد نور مع جوزيه هي الأولى في سجل الأخير إذ عرف جوزيه بتعامله الصارم مع اللاعبين وما زالت مشكلته مع الحارس الدولي عصام الحضري حاضرة في الأذهان وذلك ابان إشرافه على الأهلي المصري إذ قام المدرب «الصارم» بتجريد الحارس الدولي عصام الحضري من شارة القيادة عقاباً له على أخطائه «الفنية» في إحدى المباريات الأفريقية قبل عام، وظل الحضري منذ تلك الفترة على خلاف مع مديره الفني، وكانت إحدى أهم أسباب رحيله للاحتراف في سويسرا. كما يرجع الكثير من المراقبين رحيل المدافع الدولي المصري وائل جمعة إلى قطر لمدة عام إلى خلافاته مع جوزيه الذي تجاهله ووضعه لمدة طويلة على مقاعد «البدلاء»، على رغم أن جمعة كان في أوجه تألقه في بطولة الأمم الأفريقية مع المنتخب المصري عام 2006. ولا تعد علاقة جوزيه بالإعلاميين هادئة إذ شهدت فترة عمله في الدوري المصري خلافات في مؤتمرات صحافية عدة بلغت حد وصف المدرب البرتغالي لبعض الاعلاميين ب «الجهل» وهو ما أدى بالطبع إلى شن النقاد الرياضيين المصريين حملة كبيرة عليه مطالبين بمقاطعة نشر صوره أو أخباره. أما أبرز خلافاته الإعلامية فكانت مع الإعلامي احمد شوبير عندما طلب منه مغادرة غرفة ملابس اللاعبين رداً على النقد اللاذع من شوبير لأسلوب وتعامل جوزيه مع الإعلام. ويصف الكثيرون جوزيه بالمدرب «حاد الطباع» خصوصاً أنه سبق أن دخل في مشكلات مع بعض الجماهير وهو ما أدى إلى اتخاذ الاتحاد المصري لكرة القدم عقوبات تجاهه أكثر من مرة. وبعيداً عن حدته وصرامته ومشكلاته فسجل المدير الفني ل «عميد السعودية» البرتغالي مانويل جوزيه يزخر بألقاب وبطولات عدة، إذ تعد أهم محطة في مسيرته التدريبية، التى كانت مع الأهلي المصري، إذ حصد معه 19 بطولة متنوعة، ما بين دوري وكأس محلي ودوري أبطال أفريقيا وسوبر أفريقي، إضافة إلى برونزية بطولة كأس العالم للأندية، وولد المدرب جوزيه في ال 9 من نيسان (ابريل) عام 1946، في فيلا ريال دي سانتو انطونيو في البرتغال، وبدأ مشواره كلاعب بين صفوف شباب نادي بنفيكا وتم تصعيده للفريق الأول في عام 1962 وعمره 16 عاماً، ولعب بجوار النجم البرتغالي الكبير ايزيبيو في العصر الذهبي للنادي العريق في منتصف ستينات القرن الماضي، وانضم للمنتخب البرتغالي للشباب وساعده على الحصول على المركز الثالث في بطولة اوروبا في 1963، ولعب جوزيه أيضاً بين صفوف بلنينسيس وفيرنزي في البرتغال. وفي مجال التدريب، بدأ جوزيه مشواره التدريبي مع نادي بورتيمونينزي وقاده لاحتلال المركز ال 7 في موسم (1985-1986) ليتأهل لكأس الاتحاد الاوروبي، لكنه خرج من الدور الأول على يد فريق بارتيزان بلغراد الصربي، وانتقل جوزيه لتدريب نادي اسبينيو وقاده للترقي للدوري البرتغالي الممتاز، إذ احتل الفريق المركز السادس في موسم (1987-1988) وهو أفضل ترتيب له في تاريخه، وتولى جوزيه أيضاً تدريب فريقي سبورتنغ لشبونة وبراغا البرتغاليين في أواخر ثمانينات القرن الماضي، لكن تعد أفضل انجازاته مع فريق بوافيستا الذي قاده للفوز بكأس البرتغال في موسم (1991-1992)، وعمل أيضاً مع أندية برتغالية أخرى، أهمها بنفيكا وماريتيمو ويونياو ليريا، ومع الأهلي المصري، بدأ جوزيه أهم مرحلة في مسيرته التدريبية، وانقسمت المرحلة إلى فترتين الأولى في2001، وتمكن بعد ستة شهور فقط من توليه المنصب من قيادة الفريق «القاهري» للفوز بلقب دوري أبطال افريقيا الغائب عن خزينة «الشياطين الحمر» منذ 14 عاماً، لكن احتلال الأهلي المركز الثاني في الدوري المحلي خلف الإسماعيلي أدى لرحيله في نهاية الموسم، وتولى جوزيه ايضاً تدريب بلنينسيس البرتغالي بعد رحيله عن الأهلي، قبل أن يعود الى مصر لقيادة الأهلي للمرة الثانية في نهاية عام 2004، إذ قاد جوزيه الأهلي للفوز بالدوري المحلي أربع مرات متتالية وكأس مصر مرتين، إضافة لفوزه بدوري أبطال افريقيا ثلاث مرات في آخر أربع سنوات، وتأهل مع الأهلي الى بطولة كأس العالم للاندية ثلاث مرات ونجح في احتلال المركز الثالث في البطولة عام 2006. وكان آخر لقب لجوزيه مع الأهلي بطولة الدوري المصري في العام الماضي، وأعلن الأهلي في ال 10 من أيار (مايو) عام 2009 موافقته على انهاء عقد جوزيه، الذي كان يمتد حتى نهاية الموسم الحالي 2010، بناء على رغبة المدرب البرتغالي الذي انتقل لتدريب منتخب انغولا، ولكنه لم يحقق النجاح ذاته مع المنتخب الأنغولي، إذ خرجت «الفهود» من دور ربع نهائي أمم افريقيا الاخيرة.