وضع الرئيس محمود عباس المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل في صورة الموقف الفلسطيني الرافض الانتقال الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل من دون تحقيق تقدم في المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها الولاياتالمتحدة. وعلمت «الحياة» ان عباس طالب ميتشل بتحقيق واحد من ثلاث مطالب هي: تقدم في ملف الحدود، او وقف الاستيطان، او رسالة ضمانات اميركية - اسرائيلية. وكشف مسؤول فلسطيني رفيع ل «الحياة» ان عباس ابلغ ميتشل ان مؤسسات حركة «فتح» ومنظمة التحرير ستجتمع في الايام القريبة المقبلة لمناقشة العرض الاميركي الانتقال الى المفاوضات المباشرة، مرجحاً ان ترفض هذا العرض ما لم يقترن بتقدم في ملف الحدود، او بوقف الاستيطان، او برسالة ضمانات اميركية - اسرائيلية تؤكد ان المفاوضات ستجري خلال فترة زمنية محددة، وتهدف الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، مع تبادل طفيف للاراضي. وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» محمد دحلان ان ميتشل لم يقدم خلال لقائه عباس أي ردود إسرائيلية جديدة في شأن قضيتي الأمن والحدود، مشيرا الى ان الانتقال الى المفاوضات المباشرة «يتطلب إحراز تقدم وردودا إسرائيلية واضحة في قضيتي الأمن والحدود، وهو الموقف الفلسطيني الذي دعمته الجامعة العربية عبر لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية». وأضاف: «في ضوء هذه التطورات، وفي ظل غياب الردود الإسرائيلية على هاتين القضيتين، فإن حركة فتح لم تغير موقفها برفض الانتقال للمفاوضات المباشرة». وكان ميتشل اعلن في ختام اجتماعه مع عباس امس ان اللقاء كان مثمرا، من دون التقليل من الصعوبات، مضيفا: «نتطلع إلى مواصلة نقاشاتنا التي بدأت لتحقيق رؤية الرئيس باراك أوباما للسلام الشامل» الذي قال انه «يبدأ باتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين على إقامة دولتين تعيشان بأمن وسلام، ونأمل بازدهار أيضا، وسيتضمن أيضا السلام بين إسرائيل وسورية، والتطبيع مع الدول العربية». واضاف انه سيزور خلال الأيام المقبلة دولا أخرى «لمناقشة الأوضاع»، علماً ان من المقرر ان يستقبله الرئيس حسني مبارك اليوم في القاهرة، كما يستقبل كلا من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وعباس، بهدف الاطلاع على الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات المباشرة وسبل دفع عملية السلام. وخلال وجود ميتشل في المنطقة، التقى ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون التي بدأت امس زيارتها الثانية لقطاع غزة حيث التقت عدداً من التلاميذ وممثلي المؤسسات المدنية وصحافيين، قبل أن تزور مؤسسات أهلية للاطلاع على المشاريع التي يموّلها الاتحاد الاوروبي في القطاع. ولم تلتق آشتون أياً من قيادات حركة «حماس» أو حكومتها المقالة، لكنها اعربت عن استعداد الاتحاد الاوروبي لتولي الاشراف على نقاط العبور لنقل البضائع من قطاع غزة واليه، مشيرة إلى إنها تنتظر أن تكون الوعود الإسرائيلية بتخفيف الحصار عن غزة «وضعت موضع التنفيذ». وكان مقررا ان توقع آشتون اتفاقية مع «وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (أونروا) لتمويل أنشطة ألعاب الصيف بقيمة مليون يورو.