اعتبر حزب «البعث»، جناح عزة الدوري، أن الزيارات التي يقوم بها سياسيون أميركيون الى العراق محاولة لإنقاذ العملية السياسية التي وصفها بيان للحزب أمس بأنها تعاني «سقوطاً نهائياً». وقال البيان، الموقع باسم قيادة قطر العراق ونشر على مواقع إلكترونية مقربة من الدوري بمناسبة ذكرى انقلاب 17 تموز (يوليو) الذي قاده حزب البعث على نظام الرئيس العراقي الراحل عبد الرحمن عارف، إن «المقاومة الباسلة تواصل ضرباتها القاصمة بالمحتلين الذين فروا الى قواعدهم منذ الثلاثين من حزيران (يونيو) في العام الماضي التي لم تعد ملاذاً آمناً لهم من الحمم الحارقة لفصائل المقاومة المجاهدة». ويعاني حزب البعث في العراق منذ عام 2005 انشقاقاً بين قيادتين لعزة الدوري ومحمد يونس الأحمد، وتؤكد المعلومات أن جهوداً لتوحيد شقي الحزب عبر مؤتمر يُعقد في سورية باءت بالفشل. وزاد البيان إن «تداعي العملية السياسية المخابراتية للمحتلين وانهيارها لم تقو الانتخابات الشوهاء ومواقف وزيارات دهاقنة المحتلين الأميركيين على إنقاذها من السقوط النهائي، فهي تلفظ أنفاسها الأخيرة التي باتت عبر فشلها الذريع في محاولة تخدير أبناء شعبنا الأبي وعبر ملهاة ما يسمى الحكومة التي لم تتشكل منذ ما يزيد على الأربعة شهور وعبر تفاقم معاناة أبناء شعبنا الصبور في مواجهة عمليات الإبادة والاعتقال والتجويع والتهجير والحرمان من الخدمات». وزاد أن «غضبة الشعب العراقي استعرت عبر تصاعد تظاهراته الصاخبة في محافظات العراق كافة وعبر استلهام فصائل المقاومة الباسلة للذكرى الثانية والأربعين لثورة السابع عشر - الثلاثين من تموز العملاقة لحسم نصرها المبين على المحتلين وعملائهم وتحرير العراق وتحقيق استقلاله وإقامة حكم الشعب الديموقراطي التعددي الشعبي المستقل ومواصلة اتقاد شعلة الثورة العربية المعاصرة وتواصل عطائها الحضاري للإنسانية». وحكم حزب البعث العراق بين عامي 1968 و 2003 عندما غزت الولاياتالمتحدة البلاد وأصدرت قانوناً باسم «اجتثاث البعث» يحظر عمل الحزب العلني، تكرس لاحقاً في الدستور العراقي. ويتهم سياسيون ورجال أمن عراقيون حزب البعث بالمسؤولية عن العمليات المسلحة التي تقع في العراق بالتعاون مع تنظيم «القاعدة» إلا أن بيانات الحزب تنفي هذه التهمة وتؤكد براءتها من تلك العمليات. وكان الحزب أصدر في الرابع عشر من الشهر الجاري بياناً دان فيه تسليم عدد من مسؤولي النظام العراقي السابق يتقدمهم نائب رئيس الوزراء الأسبق طارق عزيز الى القوات العراقية. وقال البيان: «قامت القوات الأميركية بتسليم الأسرى العراقيين الى حكومة المالكي التي أودعتهم في سجن الكاظمية الرهيب، والذي يستخدم منذ الغزو وحتى الآن كمسلخ بشري للتعذيب وتنفيذ الإعدامات والقتل، ويفتقر لأبسط شروط الحياة الإنسانية». وأضاف إن «قوات الاحتلال الأميركي أبلغت الصليب الأحمر قبل بضعة أيام من تسليمهم برسالة أكدت فيها انها لن تسلمهم خصوصاً أن وزير العدل في حكومة المالكي أبلغ الأميركيين بأن وزارته ليست قادرة على استلام الأسرى وضمان حقوقهم المعروفة»، وأن تلك القوات «أبقت خمسة محكومين بالإعدام فقط لديها ما يؤكد إمكانية إبقاء كل الأسرى لديها ما دام هناك سجن تحت أمرتهم» وأن «بعضهم مصاب بأمراض خطيرة مثل طارق عزيز الذي يتناول يومياً 30 دواء يقدم من قبل قوات الاحتلال ومن دونها لن يعيش». وحمّل البيان القوات الأميركية والمنظمات الدولية والرئاسات العراقية الثلاث مسؤولية الحالة الصحية للمعتقلين.