طالب عمدة لندن صديق خان أمس، بقدر أكبر من الاستقلالية للعاصمة البريطانية، لتمكينها من تجاوز حال الضبابية الاقتصادية التي خلفها التصويت للخروج من الاتحاد الأوروبي. وعلى رغم أن مراقبين ربطوا هذا الموقف بأن غالبية سكان العاصمة صوتوا كسائر المدن الكبرى لمصلحة البقاء مخالفين بذلك تيار الانسحاب، فإن صديق خان النائب العمالي السابق ربط الأمر بالمتطلبات الاقتصادية. وكان صديق خان خاض الحملة من أجل البقاء بعدما خلف في منصبه بوريس جونسون وهو أحد رموز حملة الخروج. وسرت تكهنات بأن لندن التي صوتت للبقاء شأنها شأن اسكتلندا، ستطالب بأكبر قدر ممكن من الاستقلالية في قراراتها. وورد في نص رسالة صادرة عن مكتب عمدة لندن أمس، انه «نيابة عن كل سكان لندن أطالب بمزيد من الاستقلالية للعاصمة على الفور»، وزاد: «مزيد من الاستقلالية لحماية اقتصاد لندن من جو الضبابية مستقبلاً ومزيد من الاستقلالية لحماية الشركات من مختلف أنحاء العالم التي تعمل هنا ومزيد من الاستقلالية لحماية وظائفنا وثرواتنا وازدهارنا». على صعيد آخر، قال نايجل فاراج زعيم حزب «الاستقلال» البريطاني (يوكيب) المناهض للاتحاد الأوروبي أمس، إنه يريد إقامة علاقة صداقة طيبة وشراكة تجارية مع الاتحاد الأوروبي بعد خروج بلاده منه. وقال فاراج للصحافيين قبل جلسة للبرلمان الأوروبي في بروكسيل، لبحث استفتاء بريطانيا: «كسبنا الحرب. الآن يتعين علينا أن نكسب السلام». وأضاف: «نريد أن نكون أصدقاء وجيراناً وشركاء تجاريين جيدين». وتابع أن بريطانيا يجب أن تنفذ الخروج من الاتحاد في أسرع وقت ممكن، لكن العملية يجب أن تتم في شكل ودي. وأضاف أن حجم الاقتصاد البريطاني وروابطه الوثيقة بالاتحاد الأوروبي، تعني أنه يجب أن يمنح اتفاقاً على أساس معاملة تفضيلية. وقال: «نحن أكبر شريك تجاري لمنطقة اليورو. يمكننا أن نحصل على اتفاق أفضل بكثير من الذي حصلت عليه النروج». وبدا أن فاراج أدلى ببعض العبارات التصالحية لرئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر اليوم وتلقى منه قبلة. فعندما تجمع نواب الاتحاد الأوروبي في جلسة خاصة للبرلمان الأوروبي لمحاولة استيعاب نتائج خروج بريطانيا، تقدم فاراج إلى رئيس المفوضية وتحدث إليه لفترة وجيزة في شكل ودي على ما يبدو، وعندما استدار عائداً جذبه يونكر وطبع قبلة على خده. خلافة كامرون من جهة أخرى، أعلن وزير الصحة البريطاني جيريمي هانت أنّه يبحث بجدية احتمال ترشيح نفسه لخلافة رئيس الوزراء ديفيد كامرون في منصبه. أتى ذلك في وقت استبعد وزير الخزانة جورج أوزبورن نفسه من المنافسة على خلافة كامرون متذرعاً بدعوته القوية للبقاء في الاتحاد الأوروبي. وتتعرض الحكومة لضغوط لملء الفراغ الذي تركه إعلان كامرون أنه سيستقيل بحلول تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، بعد أن تجاهلت بريطانيا نصائحه وصوتت لمصلحة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في استفتاء الأسبوع الماضي. وكتب أوزبورن في صحيفة «تايمز»: «ليس من طبيعتي أن أفعل أشياء بغير حسم. بذلت كل ما بوسعي في حملة الاستفتاء. آمنت بهذه القضية وسعيت جهداً من أجل ذلك». وأضاف: «في حين أقبل تماماً نتيجة ذلك فإنني لست الشخص الذي يوفر الوحدة التي يحتاج إليها حزبي في هذا الوقت». وقال هانت الذي دعم حملة بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي لبرنامج «غود مورننغ بريتن» على محطة «آي تي في» إنّه يدرس ما إذا كان سيسجل اسمه كمرشح لزعامة حزب المحافظين قبل أن يغلق باب الترشيح يوم الخميس المقبل. وقال: «أنا أدرس الأمر بجدية. ما أريد فعله هو أن أنقل الجدل إلى شكل بريطانيا التي نريدها خارج الاتحاد الأوروبي. هذا تغيير كبير للغاية وإذا أدرناه بالطريقة الصحيحة يمكننا أن ننجح». ورأى هانت أن بريطانيا يجب أن تظل جزءاً من السوق الموحدة وكتب في مقال لصحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية إن لندن قد تجري استفتاء ثانياً على عضوية الاتحاد الأوروبي إذا تمكنت من إبرام اتفاق مع الاتحاد يسمح لها بالسيطرة الكاملة على حدودها. واعتبر هانت انّه يجب منح رئيس الوزراء الذي سيخلف كامرون فرصة للتفاوض مع بروكسيل قبل بدء مهلة العامين منذ إبلاغ بريطانيا الاتحاد بخروجها رسمياً حتى يتمكن من طرح أي اتفاقية في شأن الهجرة للاستفتاء على البريطانيين. خلافات العمال الى ذلك، عانى حزب العمال موجة غير مسبوقة من الاستقالات من المناصب القيادية فيه، شملت 47 من نوابه، وذلك للضغط على زعيمه جيريمي كوربن لدفعه الى الاستقالة. لكن كوربن قابل ذلك، بسلسلة تعيينات رأى مراقبون انها متسرعة وكيفما اتفق، فيما تمسك زعيم «العمال» برفضه الاستقالة تحت الضغط، مبدياً استعداده لخوض تنافس مع مرشحين آخرين لزعامة الحزب. وحصل كوربن على تأييد شعبي ليل الاثنين – الثلثاء، اذ تظاهر آلاف من مؤيديه من اقصى يسار «العمال» أمام ساحة البرلمان، حاملين يافطات تطالب الحزب باقتلاع الأعضاء «اليمينيي التوجه الطفيليين من بقايا بلير» رئيس الوزراء السابق.