واصلت القوات العراقية عملياتها أمس لتحرير ما تبقى من مناطق تحت سيطرة «داعش» في محيط الفلوجة، وأكدت تطهير منطقتي الحلابسة والبوعلوان غرب المدينة، فيما أحبطت هجوماً شنه التنظيم قرب حدود محافظة كربلاء مع محافظة الأنبار. وفجر انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً نفسه أمس وسط مصلين في مسجد في منطقة ابو غريب الواقعة على بعد عشرين كلم غرب بغداد ما اسفر عن قتل تسعة اشخاص، على ما افادت مصادر أمنية. وقال مصدر في «قيادة عمليات الأنبار» إن «وحدات من الجيش ومقاتلي العشائر تمكنت من تحرير منطقتي الحلابسة والبوعلوان، غرب الفلوجة، ورفعت العلم الوطني فوق الجسرين القديم والجديد»، وأشار الى أن «عملية تحرير المنطقتين جاءت بعد قتل العشرات الإرهابين وتدمير عجلات مفخخة بواسطة طيران القوة الجوية والتحالف الدولي والمروحي». وأفاد الناطق باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن بأن «القوات الأمنية صدت هجوماً كبيراً شنّه داعش بمئات من عناصره على منطقة عامرية الفلوجة»، وأضاف «تمت محاصرة أولئك الإرهابيين الذين هم بقايا التنظيم الفارين من المدينة وغربها»، وأوضح انه «بعد تحرير الفلوجة والعمليات التي بدأت في منطقتي النساف والحلابسة كان هناك نحو 400 عنصر من التنظيم حاولوا الهروب باتجاه الرزازة، وقد وصلوا فعلاً الى مدرسة المخزمي»، وزاد ان «مواجهات وقعت في وقت متأخر الليلة قبل الماضية واستمرت الى فجر اليوم (امس) بين الإرهابيين من جهة والقوات الأمنية والأهالي في عامرية الفلوجة»، وأضاف «ان الاشتباكات لم تسفر عن خسائر في صفوف القوات الأمنية والأهالي سوى احتراق عجلتين او ثلاث، في حين تكبد الإرهابيون قتلى وجرحى وتدمير مدرعة وعجلتين». وتابع «ان القوات الأمنية طلبت اسناداً جوياً لقصف 30 عجلة تنتظر هذه المجموعة من الإرهابيين في منطقة الرزازة ولكن بسبب سوء الأحوال الجوية لم يتوافر الإسناد»، مؤكداً ان «هذه المجموعة الإرهابية ما زالت محاصرة وسنبدأ عملية لأبادتها». وقال الناطق باسم عملية «العزم الصعب»، من التحالف الدولي، العقيد كريس غارفر، تعقيباً على إعلان القادة العسكريين تحرير الفلوجة بالكامل، إن «التحالف سيواصل دعمه القوات العراقية خلال العمليات المتأنية لتطهير المدينة»، وأضاف ان «المعركة كانت صعبة»، ولفت الى وجود «الكثير مما يتوجب عمله قبل أن يتمكن أهالي الفلوجة من العودة إلى بيوتهم، على رغم تحقيق تقدم أكيد باستعادة الأراضي وإضعاف داعش». وأعلن قائد «عمليات الفرات الأوسط « اللواء الركن قيس المحمداوي في بيان امس، أن «الفوج الأول من شرطة الاتحادية وقطعات التعرض التي وصلت بإمرة قائد العمليات تمكنت من منع مجموعة إرهابية كان عناصرها يستقلون عجلات ملغمة وأحزمة ناسفة ويحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة وقنابل يدوية تم التصدي لهم ومنعهم من الوصول إلى الساتر والخندق الشرقي الذي هو قيد الإنجاز في صحراء كربلاء باتجاه النخيب»، وتابع أن «القوة تمكنت من تفجير العجلات قبل وصولها والاستيلاء على أسلحة ومعدات داعش الإرهابي من دون أي خسائر تذكر لقطعاتنا». في نينوى، أفاد مصدر من داخل ناحية القيارة بأن «جهاز مكافحة الإرهاب قام بعملية انزال جوي ليلي على اكبر مقرات داعش في المنطقة، جنوب الموصل، واستطاع ان يقتل 15 عنصراً مما يسمى قوات النخبة التابعة للتنظيم وأسر 8 آخرين»، مؤكداً ان «غالبية القتلى والأسرى من جنسيات عربية وأجنبية».