تسلمت السلطات العراقية أمس معتقل «كامب كروبر» قرب مطار بغداد الدولي من الجيش الأميركي في احتفال رسمي أُقيم داخل المعتقل، ووقع خلاله سمير حداد ممثل رئيس الوزراء العراقي ووزير العدل العراقي دارا نور الدين على مذكرة الاستلام. وفي بداية الأمر، امتنع وزير العدل العراقي عن التوقيع على مذكرة استلام المعتقلين بعدما سبقه ممثل رئيس الوزراء في التوقيع على استلام المعتقل رسمياً من القوات الأميركية. واحتج الوزير على طريقة سير الاجراءات، لافتاً الى أن وزير العدل ذاته كان يجب أن يوقع «على استلام المعتقل والمعتقلين». وبعد مناقشات مطولة، عاد الوزير ليوقع مذكرة استلام المعتقلين العراقيين في كروبر وعددهم 1500 معتقل، وفقاً لما أعلنته القوات الاميركية والمسؤولون العراقيون أثناء مراسيم التسليم. وفيما أكد الجنرال جيري كانون نائب القائد العام لعمليات المعتقلين رئيس الشرطة العسكرية أن القوات الأميركية ستحتفظ بمئتي معتقل بينهم وزير الدفاع السابق سلطان هاشم حسن، ووطبان ابراهيم الحسن الأخ غير الشقيق لصدام حسين، وشقيقه سبعاوي، نفى وزير العدل أن تكون وزارة العدل طلبت من الجانب الأميركي هذا الأمر. وقال: «لا أنا بصفتي وزيراً، ولا وزارة العدل كمؤسسة حكومية طلبنا من القوات الاميركية أن تحتفظ بمئتي معتقل، وقد تكون القوات الاميركية تلقت طلباً من جهات أخرى في الحكومة العراقية، وليس من وزارة العدل». ونفى الوزير معرفته بأسماء هؤلاء المعتقلين. كما رفض أن يجيب عن أسئلة الصحافيين في خصوص احتمال اطلاق القوات الأميركية هؤلاء المعتقلين، أو عما إذا كان بينهم محكومون بالاعدام. وعن مصير طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي السابق الذي تسلمته وزارة العدل مع بقية المعتقلين، قال نور الدين إن «الوزارة لا تفرق بين عزيز وبين أي معتقل آخر، وأن الأخير سيتمتع بالحقوق ذاتها التي يستحقها جميع المعتقلين لجهة المكان المناسب والحقوق الأخرى». وقال جيري كانون نائب آمر مراكز الاعتقال التابعة للجيش الاميركي إن تسليم المعتقل الى العراقيين يدشن حقبة جديدة تمارس فيها كل مكونات النظام القضائي العراقي دورها في ضمان الأمن والطمأنينة للمواطنين العراقيين. وأوضح أن «القوات الاميركية ستحتفظ بجزء صغير من معتقل كروبر إذ سيودع المعتقلون المتبقون لدى القوات الأميركية فيه». وكان معتقل كروبر فُتح بعد الغزو الأميركي عام 2003 مباشرة ويضم 1500 معتقل في الوقت الحالي، ومن بين نزلاء السجن الذين سُلموا إلى السلطات العراقية أخيراً طارق عزيز نائب رئيس الوزراء السابق. ويعد المعتقل مركز الاعتقال الثالث الذي يُغلق أو يُنقل الى الحكومة العراقية خلال الشهور ال12 الماضية. وسبق أن أُغلق معسكر «بوكا» في 17 أيلول (سبتمبر) عام 2009، إذ نُقل المعتقلون الى مركز الإصلاح في معتقل التاجي أو إلى معسكر كروبر. ثم نُقل معتقل التاجي الذي يكفي لايواء 2600 معتقل تقريباً الى سيطرة الحكومة العراقية في 30 آذار (مارس) عام 2010. إضافة الى ذلك، نُقلت أكاديمية الاصلاح العراقية في قاعدة عمليات المستقبل المتقدمة الى وزارة العدل في 15 كانون الاول (ديسمبر) الماضي. وسلمت القوات الأميركية سبعة آلاف معتقل الى الجانب العراقي منذ دخول الاتفاق الأمني حيز التنفيذ في الأول من كانون الثاني (يناير) عام 2009. كما أطلقت 8200 معتقل بعد درس ملفاتهم مع الجانب العراقي.