تعتبر عملية التخلّص من الأكشاك العامة للهاتف مشكلة كبيرة في معظم الدول، بعد الانتشار الانفجاري عالميّاً للخليوي الذي احتل أيدي معظم البشر على الكرة الأرضيّة. في السياق، كشف محرّك البحث «غوغل» عن خطة لتغيير استراتيجي في طبيعة عمل قرابة 7500 من الأكشاك العامة للهاتف في مدينة نيويورك لتصبح نقاطاً ساخنة لتقديم خدمة الاتصال بالإنترنت مجاناً عبر موجات ال «واي فاي». وتتضمّن الخطة أن يأتي المردود المالي لتلك الأكشاك من الإعلانات. وصرحت سلطات محليّة في نيويورك أن «غوغل» بتوظيف أكشاك الهواتف الخليويّة المنتشرة في الشوارع، لتكون نقاطاً للاتّصال بال «ويب»، يزيد حرية تداول المعلومات بين المواطنين، كما يسهّل السياحة في المدينة التي يسمّيها أهلها «التفاحة الكبيرة». ومن المتوقع أن تبدأ نقاط ال «واي فاي» العامة في العمل في مطلع العام المقبل. وستغطي كل نقطة «واي فاي» ساخنة دائرة قطرها 45 متراً، وتقدّم الاتصال مع الإنترنت بسرعة تصل إلى 1 غيغابايت في الثانية. واستطراداً، يذكر أنّ مدينتي بوسطن ولوس أنجلوس، لديهما خططاً مماثلة لتقديم خدمة الاتصال بالإنترنت عبر ال «واي فاي» بصورة مجانيّة، في أكشاك عامة. ويذكّر ذلك الأمر بوجود مئات الآلاف من الأكشاك العامة للهاتف في أنحاء الدول العربية، يمكن أن تصبح نقاطاً ساخنة للاتصال بالإنترنت عبر موجات ال «واي فاي». ومثلاً، تملك شركة «ميناتل» المصرية قرابة 33.4 ألف من أكشاك الهاتف العمومي في مصر، ما يمثل قرابة 57 في المئة من إجمالي تلك الأكشاك مصريّاً. كما تملك شركة «النيل للاتصالات» قرابة 19 ألفاً من تلك الأكشاك في مصر. وفي الأردن، تضم عمّان قرابة 500 من أكشاك الهواتف العموميّة. وفي السنوات الماضية، تراجع استخدام الهاتف الأرضي التقليدي مقابل الانتشار السريع والواسع للخليوي، الذي يتزايد مع استمرار الانخفاض في أسعار مكالماته. وتشير تقارير مصريّة إلى أن 1.5 مليون مشترك فى الهاتف الأرضي في السنوات القليلة الماضية، بأثر من تفضيلهم الخليوي كليّاً. وساهم انخفاض الإقبال على أكشاك الهاتف العام في مصر، إلى زيادة ديون شركة «ميناتل» إلى 50 مليون جنيه مصري، ما أدّى إلى بيع «ميناتل» أخيراً ل «الشركة المصريّة للاتّصالات». البُعد البيئي هناك بعد بيئي أيضاً في مسألة التخلّص من أكشاك الهاتف العامة بطريقة صديقة للبيئة. إذ أعلنت شركة لتشغيل الخليوي في بلجيكا عن جوائز لمن يقدم تصاميم مبتكرة للتخلّص من تلك الأكشاك أو إعادة استخدامها. وفعليّاً، نقلت بعض الأكشاك إلى الشواطئ في بعض بلدان البحر الكاريبي، وحوّلت حمامات للسبّاحين. وفي أستراليا، أعيد استخدام ما يزيد على 13 ألفاً من أكشاك الهاتف العام لتصبح لمراكز لشحن السيارات الكهربائيّة. وعمدت مدينة «ريغيسبوستيل» الألمانيّة إلى استخدام تلك الأكشاك كمراكز للتبرع بالطعام والمواد الغذائية للمحتاجين. وفي تجربة لا تخلو من الفرادة، أعادت قرية «ويستبيري» في شمال انكلترا استخدام تلك الأكشاك، فصارت مكتبات صغيرة.