تستهدف ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح التجمعات السكانية والأسواق بمدينة تعز، مستخدمة مدفع هاوزر، وأسلحة الكاتيوشا من موقع قريب. وأكد التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان أن «الأسواق الشعبية في تعز والمناطق المكتظة بالسكان باتت تتعرض للقصف من مسلحي ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، ضد المدنيين والجيش الشرعي المسنود بالمقاومة الشعبية بشكل مستمر، على رغم المساحة الشاسعة التي تفصل هذه الأسواق والمناطق عن مناطق التماس وساحات المعارك الدائرة في تعز منذ قرابة عام ونصف، إلا أنه يصر على تصويب القذائف نحو المناطق المأهولة بالسكان». وأكدت مصادر ل«الحياة» أن امتلاك ميليشيات الحوثي وصالح عربة صاروخية BM 21 تحمل 40 ماسورة، لكل ماسورة صاروخ، موجودة في رأس جبل «عومان»، إضافة إلى مدفع «هاوزر» بالقرب من مطار الجند، لاستهداف التجمعات المدنية. وذكر المصدر أن المسافة بن جبل «عومان» وبين تمركز ميليشيات الحوثي وصالح ومنطقة سقوط صاروخ الكاتيوشا في سوق الباب الكبير وسط مدينة تعز تقدر بنحو 18 كم جواً، وهو المدى الطبيعي للصواريخ من هذا النوع «على حد تعبيره». وأوضح الخبير العسكري عبدالعزيز المجيدي أن القدرة التدميرية لصواريخ «الكاتيوشا» تزداد عند سقوط الصاروخ على منطقة صلبة مثل سوق اللقمة في الباب الكبير، وهي مرصوفة بالحجر الصلب، ما يضاعف من عدد شظايا الصاروخ المتطايرة في اتجاهات عدة من السوق أو الشارع، حتى يصل إلى أكبر عدد من الضحايا. وأشار المجيدي إلى أن «أعمال القصف التي تستهدف أحياء وأسواق مدينة تعز من ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح المتمركزة على أطراف المدينة، جميعها متعمدة وليست بالخطأ كما يحاول البعض الترويج لها، خصوصاً أن الاشتباكات والمواجهات تدور في مناطق الأطراف ولا توجد أي أهداف عسكرية يمكن استهدافها وسط المدينة». وقال: «ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح استقدمت أخيراً أربع بطاريات مدفعية رباعية من نوع «هاوزر» أي بمعدل 16 مدفعية، كون البطارية الواحدة تحوي أربعة مدافع، وكل مدفع يطلق في الدقيقة 10 قذائف بإجمالي 160 قذيفة في الدقيقة الواحدة، وبمساحة تدميرية قد تصل إلى 400 كم». ورصد التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، جرائم ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في المناطق التي تقع تحت يده، ففي يوم السبت 19 أيلول (سبتمبر) 2015 وتحديداً تمام الساعة الخامسة عصراً، سقطت ثلاث قذائف من مدفع «هاوزر» على مركز تسوق (فرح مول) في حي المسبح وسط مدينة تعز قبيل عيد الأضحى، بينما كان المركز مكتظاً بالمتسوقين من رجال ونساء وأطفال، ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين، وثلاث نساء، وشخصين آخرين، جوار مركز التسوق المستهدف، إضافة إلى إصابة 23 مدنياً في الواقعة ذاتها بينهم نساء وأطفال. بعدها بأقل من أسبوع، وفي أول أيام عيد الأضحى المبارك 24 سبتمبر 2015 سقط صاروخ كاتيوشا على سوق المواشي في شارع التحرير، وسط مدينة تعز، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف استهدف أحياء سكنية عدة مجاورة للسوق، ما أسفر عن سقوط تسعة قتلى و30 مصاباً جميعهم مدنيون وبينهم خمسة أطفال. وفي 21 تشرين الأول (أكتوبر) 2015 تعرضت أسواق شعبية وأحياء سكنية للقصف بنحو 20 صاروخ «كاتيوشا» انطلقت من مواقع تمركز مسلحي الحوثي والمخلوع شمال وشرق المدينة لتسقط في غضون ثلاث دقائق على أحياء التحرير، والمركزي، وشارع 26 سبتمبر، والضبوعة وعصيفرة، والروضة، وعدد من الأسواق المزدحمة، وأسفرت عن سقوط 25 قتيلاً وأكثر من 100 مصاب مدني بينهم نساء وأطفال. وتشير الوثائق والشهادات المسجلة لدى فريق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان، إلى أن جميع وقائع وأعمال القصف المشار إليها سابقاً ارتكبتها ميليشيات الحوثي وصالح المتمركزة شمال وشرق وغرب مدينة تعز المحاصرة لأكثر من عام. وما زالت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح تستغل الأعياد الدينية والأوقات والمواسم لارتكاب المجازر، التي دائماً ما تكتظ فيها الأسواق الشعبية والمراكز التجارية بالنساء والأطفال وغيرهم من المدنيين الذين خرجوا لشراء حاجاتهم من الأغذية أو الملابس، ففي الثالثة والنصف من عصر الجمعة الثالث من حزيران (يونيو) 2016 سقط صاروخ «كاتيوشا» على «سوق اللقمة» داخل السوق الشعبي المعروف باسم «الباب الكبر وسط مدينة تعز»، وتسبب في مقتل تسعة مدنيين بينهم طفلة وامرأتان و19 مصاباً من المدنيين أصحاب المحال، والباعة المتجولين، والمتسوقين، والسكان المجاورين. وأضاف الخبير العسكري عبدالعزيز المجيدي: «للحرب قوانين وأخلاق ومبادئ يحتكم لها الجميع، لكن جماعة الحوثي وقوات الرئيس السابق لا تعرف أي شيء عن أخلاقيات الحرب، ولم تلتزم منذ بداية المواجهات بأي قوانين أو معاهدات أو اتفاقات، ونحن نعيش اليوم عصر التقنية الحديثة، إذ تحدد المسافة والهدف والانحدار وزاويتا الارتفاع والإطلاق التي بموجبهما تحدد زاوية سقوط الصاروخ أو القذيفة، بل إن موقع «غوغل إرث» (خرائط غوغل عبر القمر الصناعي) بمجرد أن تحدد له مكان القصف ومكان الهدف يحدد زاوية الارتفاع والهبوط تلقائياً ويصيب الهدف من دون أي أخطاء».