استقرت العقود الآجلة لمزيج «برنت» فوق 91 دولاراً للبرميل بدعم من تراجع الدولار، لكن وفرة المعروض ومخاوف حيال النمو العالمي أبقت النفط قرب أدنى مستوياته في 27 شهراً، والذي بلغه في الجلسة السابقة. وزاد سعر مزيج «برنت» في العقود الآجلة تسليم تشرين الثاني (نوفمبر) 26 سنتاً إلى 91.64 دولار للبرميل، وكان عقد أول استحقاق نزل إلى 90.57 دولار أول من أمس وهو أدنى مستوياته منذ حزيران (يونيو) 2012، قبل أن يتعافى ويغلق على 91.38 دولار للبرميل ليظل منخفضاً 73 سنتاً. وارتفع سعر الخام الأميركي في عقود تشرين الثاني 39 سنتاً إلى 87.70 دولار للبرميل بعد أن أنهى الجلسة السابقة منخفضاً 1.54 دولار. وأظهرت محاضر اجتماع لجنة السياسات النقدية في مجلس الاحتياط الفيديرالي، دلائل على أن المخاوف من أثر قوة الدولار على الاقتصاد قد ترجئ أي قرار في شأن أسعار الفائدة. إلى ذلك، أدى هبوط أسعار النفط العالمية حوالى 20 في المئة إلى زيادة إقبال الصين على شراء الخام، فاشترت «بتروتشاينا» أكثر من ستة ملايين برميل في أسبوع. وعلى مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة تأثرت أسعار النفط سلباً بوفرة معروض الخام وانخفاض النمو الاقتصادي في الصين وأوروبا. غير أن الأسعار ربما وصلت إلى مستوى يراه مستهلكون مثل الصين، ثاني أكبر مستورد للنفط بعد الولاياتالمتحدة، جذاباً لشراء مزيد من الخام. واشترت «تشاينا أويل» التابعة لشركة «بتروتشاينا» المملوكة للدولة ما يعادل 13 شحنة حجم كل منها 500 ألف برميل من نفط الشرق الأوسط العالي الكبريت خلال خمسة أيام تداول فقط هذا الشهر. وقال رئيس وحدة بحوث الطاقة الإقليمية لدى «نومورا»، جوردون كوان «في ظل الاقتصاد الصيني المتباطئ لا يوجد سبب للإقبال القوي على شراء النفط أمس سوى أن تشاينا أويل تشتري مزيداً من المخزون الاستراتيجي للدولة بأسعار متدنية». وأضاف: «يأتي هذا أيضاً للتحوط من أخطار التعافي المحتمل لأسعار النفط الموسمية هذا الشتاء وقبل الإعلان المحتمل عن خفض الإنتاج أثناء اجتماع أوبك المقبل». وقال تجار إن الإقبال القوي على الشراء قد يكون ناجماً أيضاً عن ارتفاع الطلب على الخام العالي الكبريت بعد انتهاء مصفاة «بتروتشاينا» في منطقة غوانغشي في جنوب غربي الصين من أعمال تحديث. وارتفعت واردات الصين من الخام 8.4 في المئة في الأشهر الثمانية الأولى من السنة، مقارنة بالفترة ذاتها من 2013، مع دخول مصافٍ وصهاريج جديدة لتخزين الاحتياط الاستراتيجي حيز التشغيل. ويتجاوز نمو واردات الصين من النفط منذ مطلع السنة، معدل زيادتها البالغ أربعة في المئة في 2013. وأثارت كميات النفط الكبيرة التي اشترتها «تشاينا أويل» على منصة مؤسسة «بلاتس» للتداول، ضجة في السوق وعززت خام دبي القياسي، ما أثار مخاوف شركات التكرير الآسيوية من أن تكاليفها النفطية قد ترتفع فتتقلص هوامش أرباحها.