قال زعيم «تيار المستقبل» اللبناني الرئيس سعد الحريري خلال مأدبة إفطار أقامها في معرض رشيد كرامي الدولي على شرف عائلات من طرابلس والكورة، وهي الزيارة الأولى لعاصمة الشمال بعد نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة، إنه لم يأت «كي أعاتبكم، أحترمكم، وأحترم صوتكم وإرادتكم. وعندما تنتخب طرابلس مجلسها البلدي نتعاون مع هذا المجلس لمصلحة طرابلس، ونرى مصلحة طرابلس فوق كل اعتبار، ووفاء طرابلس لتيار المستقبل ولخط الرئيس الشهيد رفيق الحريري ممنوع أن يكون محل تشكيك أو مراجعة أو إعادة تقويم. طرابلس لا تخرج من جلدها! وطرابلس قدّمت لرفيق الحريري عندما كان ممنوعاً عليه أن يقدّم أي شيء لطرابلس. ولكل واحد يحاول تسخيف العلاقة إلى علاقة منفعيّة أقول: نحن ما إلنا عليكن، إنتو إلكن علينا!». وخاطب مَن صوَّت لغير اللائحة الائتلافية التي دعمها قائلاً: «وصلني صوتكم ورسالتكم، وأنا مسؤول عنها. ومفهومنا للسياسة خدمة الناس، ولم ندخلها لمناصب ومكاسب وأموال». وحيّا «طرابلس التي واجهت الفتنة وطردت أدوات الشر وسرايا التخريب والتهجير»، كما حيّا «شهداء طرابلس والصابرين في أحيائها، ممّن واجهوا حملات التجنّي والغدر والملاحقات التعسّفيّة وتمسّكوا بإيمانهم تحت وطأة تعذيب السجون والأحكام الظالمة». وقال: «ننحني للرئيس الشهيد رشيد كرامي، قائداً وطنياً عروبياً من طرابلس، ونموذجاً لرجل الدولة الذي دفع حياته دفاعاً عن قيم العيش المشترك والوحدة الوطنية، وهي القيم التي تحملونها، بتنوّعكم الثابت والراسخ».ورأى أن «موضة هذه الأيام أن كل الناس تشرح لنا ما هي الحريرية الوطنية وما هو فكر رفيق الحريري، وخطه، ووصلت المواصيل إلى حد دعوة بيت الحريري لكي يعودوا إلى الحريرية. دعوني أقول لكم ماذا قال رفيق الحريري هو بنفسه. في نهاية العام 2004، بعد محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة، سأل الصحافي غسان شربل الرئيس رفيق الحريري سؤالاً واضحاً ومباشراً. قال له: ماذا تتوقّع في المرحلة المقبلة؟ فأجاب: إنّها مرحلة تستلزم من الجميع الحكمة والصّبر والتبصّر. مرحلة صعبة. دعني أختصر لك موضوع التنازلات في تشبيه لا أعرف إن كان دقيقاً. أنت أمام طائرة مدنية مخطوفة، ولا تستطيع تحرير الرّكاب بالقوة فماذا تفعل؟ جوابي أنّ الأولوية لسلامة الرّكاب وإنقاذهم، إنقاذ بيروتولبنان يشكّل عقاباً للخاطفين». «الطائرة ستهبط بالسلامة قريباً» وسأل سعد الحريري: «أليس هذا لسان حالنا وحال بلدنا اليوم؟ نعم. لا تزال الطائرة مخطوفة، وواجباتي ومسؤولياتي، أن أعمل بروح رفيق الحريري على إنقاذ الركاب وتأمين سلامتهم. والخاطف لن يتمكن أن يكمل، والطائرة قريباً بإذن الله ستهبط بالسلامة في مطار رفيق الحريري الدولي وتعطي الأمان والكرامة للركاب ولكل لبنان! والخاطف... سينال نصيبه». وأضاف في رد غير مباشر على وزير العدل المستقيل أشرف ريفي: «إذا كان لديك رأي مختلف، فيجب أن نكسر شباك الطائرة، أو نفجّر عبوة بقمرة القيادة، أو أن تقتل القائد، أو أن تقفز من الطائرة من علوّ 30 ألف قدم؟ يا أخي أنت حرّ برأيك، ولكن أرجوك، حلّ عن رفيق الحريري وعن المزايدات والعنتريات على بيت الحريري باسم رفيق الحريري». وذكّر بتمسك رفيق الحريري ب «الصّدق والوفاء». ولفت الحريري إلى أن «هناك محاولة قائمة منذ سنين طويلة، ووصلت إلى درجات مسعورة أخيراً، لإلصاق صورة التطرّف بكل أهل السنّة عموماً، وطرابلس خصوصاً، جزء من هذه المحاولة مع الأسف هو خرق داخل البيت الواحد يحاول إظهار الاعتدال وكأنه ضعف. والحقيقة، أن الاعتدال ليس ضعفاً، بل قوّة حقيقية. الاعتدال الواقف في وجه الإرهاب وفي وجه الفتنة والضلال والهمجيّة، قوّة. والاعتدال الذي أنقذ طرابلسولبنان من المصير الأسود الذي يواجهه إخوتنا في سورية، قوّة. والاعتدال الصامد على مشروع الدولة، والمتمسك بمواقفه حتى عندما يحاور، قوة، الاعتدال سمح للجيش بأن يضرب فتنة «فتح الإسلام» التي أرسلها إلينا المجرم بشار الأسد، وهو الذي أعاد المجرم ميشال سماحة إلى السجن، وكان أرسله معلمه المجرم في سورية لكي يفجر فتنة مذهبية وطائفية في لبنان وأنقذنا منه وسجنه بطل الكورة وبطل كل لبنان اللواء الشهيد وسام الحسن. الاعتدال في لبنان هو الذي أتى بالمحكمة الدولية، وقبلها هو الذي أخرج النظام السوري من لبنان بعدما نزل كل المعتدلين من كل المناطق والطوائف، وأنتم على رأسهم، إلى الساحات في 14 آذار 2005». وشدد على أن طرابلس «لن تكون بؤرة للتطرّف والإرهاب، ولن نقبل أن تكون مستنقعاً اقتصادياً. هي تقيم على خط اليأس منذ عقود طويلة. وآن الأوان لحشد كل الجهود في سبيل رفع الظّلم عنها»، مذكراً ب «مشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة وتفاصيله، والذي سيجعل من طرابلس ومرفأها وتجّارها وعمّالها وشبابها منصّة إعادة الإعمار وتوفير الاحتياجات لسورية والعراق، عندما يتم الحل السياسي في المنطقة وهو آتٍ، سورية ستتخلص من كابوس الأسد! وطرابلس يجب أن تستعد لتلعب دورها التاريخي. هذا الكلام يقوله بان كي مون، والبنك الدولي وكل من ينظر إلى الخريطة الجغرافية وخريطة الطاقات البشرية الممتازة وجل ما هو المطلوب أن نصمد، ونحفظ الاستقرار».