لازم كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي الصمت لتفادي أي تأثير على الناخبين البريطانيين في يوم اقتراعهم على بقاء بلادهم في الاتحاد الاوروبي أو خروجه، لكنهم كانوا أكدوا سابقاً أن خروج بريطانيا «سيكون من دون رجعة»، رغم الضرر الذي سيطاول الجانبين. ويعقد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكير ورئيس البرلمان مارتن شولتز ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك اجتماعاً صباح اليوم لبحث نتيجة استفتاء بريطانيا. وهم سيمهدون للقضايا التي ستناقشها القمة الأوروبية الثلثاء المقبل، وفي مقدمها تداعيات نتائج استفتاء البريطانيين حول عضوية بلادهم في الاتحاد. ورأى جي فوهوفشتات، رئيس الكتلة الليبرالية في البرلمان الأوروبي، أن «بقاء بريطانيا أفضل خيار جيوسياسي. وهي ستفقد إذا غادرت ميزات السوق الداخلية، وقد تشهد هروب رأس المال نحو الأسواق الأوروبية، وتقع في عزلة لسنوات. كما ستضعف أوروبا إذا خرجت بريطانيا من الاتحاد، والوحيد الذي سيضحك هو الرئيس فلاديمير بوتين». ورأى فورهوفشتات أن «مؤسسات الاتحاد الأوروبي تحتاج، بصرف النظر عن نتائج الاستفتاء، الى اصلاحات عميقة بعدما باتت عاجزة عن مواجهة الأزمات». ويقرر الاستفتاء مستقبل العلاقة بين بريطانيا والاتحاد. وقد تحول، قبل صدور النتائج، الى مصدر قلق وتساؤل حول قدرة الاتحاد الأوروبي على ايجاد حلول مشتركة للأزمات الطارئة. وإذا خرجت بريطانيا سيتغير توازن القوى داخل الاتحاد، وقد يتزايد ثقل المسؤوليات التي تقع على كاهل ألمانيا لريادة مسار الاندماج. ويمكن ان تنشط ألمانيا محور باريس - برلين لتعميق مسار الاندماج الأوروبي وبناء سياسة خارجية ودفاعية. لكن رهانها على فرنسا سيظل محدوداً لأن الأخيرة تجتاز أزمة اقتصادية ولم تستطع حتى الآن استعادة النمو بوتيرة تسمح بحلها المشكلات الاجتماعية الصعبة وبخاصة مشكلة ارتفاع البطالة. واستقبلت ألمانيا حوالى مليون مهاجر العام الماضي، بينما احتضنت فرنسا آلافاً لكن اقل من عدد اللاجئين الذين استقبلتهم بلجيكا (29 الفاً). وهي لا تستطيع الاعتماد على جارتها بولندا التي تستخدم خطاباً قومياً تجاه جارتها، كأن التاريخ يغلب على الحاضر والمستقبل في ذهنية حكومة وارسو. وقد تجد ألمانيا نفسها في دور ريادي لم تحاول شغله، في وقت تتحفظ النخبة السياسية في ألمانيا على تحمل بلادهم الدور الرئيسي في قيادة الاتحاد، لأن الدول الشرقية ستتحفظ عليه. ورأى رئيس المجلس الألماني للعلاقات الخارجية جوليان ربهولد في افتراض خروج بريطانيا من الاتحاد «خسارة بالنسبة الى ألمانيا التي ستفقد حليفاً في جهود تعميق السوق الداخلية خصوصاً أنها لا تتفق دائماً مع باريس في إدارة السياسات الاقتصادية لأن الحكومة الفرنسية لا تزال تتدخل في الشأن الاقتصادي». وقد اضطلعت ألمانيا بدور ريادي في إنقاذ منطقة يورو ومساعدة اليونان، واحتضان العدد الأكبر من اللاجئين. لكنها لم تجد التضامن الكافي من شركائها في الاتحاد.