أعلنت «حركة الشباب المجاهدين» الصومالية مسؤوليتها عن الإنفجارين اللذين هزّا العاصمة الأوغندية كمبالا ليل الأحد وأوقعا ما لا يقل عن 74 قتيلاً من المدنيين الذين كانوا يشاهدون نهائي مونديال جنوب أفريقيا بين الفريقين الإسباني والهولندي. ومثّل إعلان «الشباب» عن «مذبحة كمبالا» أول ترجمة عملية لتهديداتها بنقل المعركة إلى أوغندا وبوروندي، وهما البلدان الوحيدان اللذان يشاركان في قوة سلام أفريقية (أميصوم) تدعم الحكومة الانتقالية الصومالية المحصورة في بضعة أحياء من مقديشو. وهددت «حركة الشباب»، منذ العام الماضي، أكثر من مرة الدول الأفريقية التي «تتدخل في الشأن الصومالي»، وسمّت تحديداً أوغندا وبوروندي المشاركين بنحو ستة آلاف من قوات السلام في مقديشو. ويحمل هجوم كمبالا رسالة أساسية هي أن حرب الصومال لم تعد تقتصر على الصوماليين - أي الحركات الإسلامية المسلحة والحكومة ومن يدعمها - بل صارت تتعدى حدود البلاد ويمكن أن تمتد، كما حصل في كمبالا، إلى دول الجوار مثل كينيا وإثيوبيا وجيبوتي التي يمكن أن تتدخل عسكرياً في الصومال، بحسب ما ألمح إليه بيان لدول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا («إيغاد») الأسبوع الماضي في أديس أبابا. وقال محللون إن رسالة «الشباب» إلى أوغندا تنص على أنها إذا لم توقف تدخلها في الصومال فإن شعبها «سيكون في مرمى النار»، علماً أن هناك عدداً غير قليل من الأوغنديين المنضوين في صفوف قوات «الشباب». وقال رشيد عبدي الخبير الصومالي في «مجموعة الأزمات الدولية» إن حركة «الشباب» كانت تريد مهاجمة أوغندا منذ وقت طويل. وأضاف: «إن الحركة تريد اثارة إستياء عام لدى الأوغنديين ضد قرار حكومتهم إرسال قوات إلى الصومال. كما ترغب في تحطيم معنويات قوات حفظ السلام الأوغندية في الصومال وأن ترسل إليهم رسالة مفادها أن لدينا القدرة على ضرب عمق وطنكم». وفي الحقيقة، في إمكان «حركة الشباب» استهداف أكثر من دولة في القارة السمراء، إذ أنها باتت تعتبر نفسها دولية أكثر منها محلية، خصوصاً بعدما انضمت إلى «الجهاد العالمي» لتنظيم «القاعدة». ولدى «الشباب» من الجنسيات ما يكفي للإندماج في المجتمعات المحلية وتنفيذ هجمات فيها. وذكرت «حركة الشباب» في بيان أمس أنها نفدت عملية كمبالا إنتقاما لضحايا «القصف العشوائي» الأوغندي في مقديشو، مشيرة إلى أن أوغندا تجاهلت الإنذارات السابقة و «تمادت في إنتهاكاتها لحرمات الصوماليين». ومعلوم أن المسؤولين الأوغنديين أعلنوا غداة هجمات كمبالا أنهم لن يتراجعوا عن مشاركتهم في قوات السلام في الصومال.