سقط 30 قتيلاً وعشرات الجرحى باشتباكات اندلعت في العاصمة الليبية طرابلس بين ميليشيا من مصراتة (وسط) وعدد من السكان المسلحين المطالبين بإخلاء منطقتهم من الميليشيا الغريبة. تزامن ذلك مع اتساع رقعة القتال مع «داعش» في سرت، ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 36 قتيلاً و140 جريحاً في صفوف القوات الحكومية. وفي سيناريو أعاد للأذهان «أحداث غرغور» في طرابلس في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، وقعت اشتباكات بين سكان منطقة القره بوللي شرق طرابلس، وميليشيا متشددة من مصراتة، على خلفية مطالبتها بالانسحاب من معسكرٍ أقامته في المنطقة ونقل مخزن اسلحة تابع لها الى مكان آخر. وأتت مطالبة السكان بعد تجاوزات عدة ارتكبها المسلحون الغرباء، آخرها السطو المسلح على مخزن مواد غذائية. وعلى الأثر تطور الأمر الى اشتباكات بين السكان وعناصر الميليشيا التي أقدمت على تفجير مخزن السلاح لتفادي سيطرة السكان المحليين عليه، بعد تعرض بوابة المعسكر لهجوم من الأهالي. وأفيد أن العشرات بين قتيل وجريح سقطوا إثر الانفجار وإطلاق نار من جانب الميليشيا، في حين أكدت مصادر رسمية أن حصيلة القتلى لم تتجاوز ال30 من دون توافر حصيلة محددة للجرحى. وفي بيان أمس، أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني إنه سيشكل لجنة وزارية للتحقيق في ملابسات أحداث القره بوللي التي وصفها ب «الجريمة النكراء»، واعداً ب «سحب كل التشكيلات إلى خارج الحدود الإدارية للمدينة». كما أعلن المجلس في بيانه أن البوابات (الحواجز الأمنية) في بلدة القره بوللي وغيرها من المناطق، ستسند في الأيام القليلة المقبلة إلى قوات الشرطة والجيش النظاميين فقط. ولم يحدد المجلس مصدر القوات التي ستتولى حفظ الأمن. على صعيد آخر، أعلنت مصادر طبية في مصراتة وصول 36 جثة لعناصر القوات التابعة لحكومة الوفاق إثر اشتداد المعارك في سرت أمس. وأضافت المصادر ان 140 جريحاً من القوات الحكومية نقلوا للعلاج في المستشفيات المحلية. وأفاد المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص» لتحرير سرت من «داعش» ان القوات الحكومية «تواصل تقدمها بعد معارك ضارية مع عصابة داعش كلفتهم عشرات القتلى». وأكد المركز سيطرة القوات الحكومية على مناطق عدة من بينها مقار «شعبية البحر» والإذاعة الرسمية وإدارة الكهرباء وجامع بن همال، وأجزاء كبيرة من «حي 700» في سرت. لكن مصادر إعلامية أكدت أن مسلحي «داعش» ما زالوا يسيطرون على مناطق واسعة في سرت من بينها «مجمع واغادوغو للمؤتمرات»، وذلك رغم تعرض مواقعهم في شكل متواصل لقصف مدفعي وغارات جوية كثيفة.