قُتل 5 عناصر من قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية وأُصيب 16 آخرون بجروح في اشتباكات مع تنظيم «داعش» في مدينة سرت أمس، فيما أعلنت هذه القوات أنها تمهد لخوض معركة حاسمة مع التنظيم المتطرف في معقله. وذكرت القوات الحكومية في بيان، أن «مستشفى مصراتة (200 كيلومتر شرق طرابلس) استقبل شهيدين و16 جريحاً نتيجة الاشتباكات مع عصابة داعش» في سرت (450 كيلومتراً شرق طرابلس). كما أعلنت أن «عشرات القتلى في صفوف عصابة داعش» قضوا «إثر تقدم لقواتنا في جميع المحاور معززةً بنيران المدفعية وضربات من سلاح الجو الليبي». وأطلقت القوات الحكومية قبل أكثر من شهر عملية «البنيان المرصوص» التي تهدف الى استعادة سرت، مسقط رأس معمر القذافي، من أيدي التنظيم الإرهابي الذي يسيطر عليها منذ حزيران (يونيو) 2015. وفي مواجهة تقدم القوات الحكومية، يشن «داعش» سلسلة هجمات مضادة، من بينها هجمات انتحارية بسيارات مفخخة تستهدف تجمعات للقوات الحكومية عند الأطراف الغربية والجنوبية للمدينة. ويتحصن مقاتلو التنظيم في المنازل ويستخدمون القناصة والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والهجمات الانتحارية. وتواجه قوات الحكومة صعوبات في اقتحام هذه المناطق، وتخوض حرب شوارع من منزل إلى منزل مع المتشددين. وأعلنت قوات الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي أمس، أن «العمل الاستخباراتي لجبهتنا يواصل نشاطه استعداداً لمعركة الحسم»، مضيفةً أن نشاطها العسكري يتركز حالياً على قصف مواقع للتنظيم المتطرف بالمدفعية الثقيلة، فيما ينفذ سلاح الطيران «طلعات يومية بعضها قتالي وبعضها الآخر استطلاعي». وشددت على أنها تواصل «بثبات حصار فلول داعش في منطقة ضيقة داخل سرت، ورغم محاولاتهم المتكررة لإيجاد ثغرة للفرار إلا أن ثبات قواتنا أحبط كل محاولاتهم». وتتشكل القوات التي تقاتل «داعش» في سرت من جماعات مسلحة تنتمي إلى مدن عدة في غرب ليبيا، أبرزها مصراتة (200 كيلومتر شرق طرابلس) التي تضم المجموعات الأكثر تسليحاً في البلاد، إذ تملك طائرات حربية ومروحيات قتالية. في المقابل، يضم «داعش» الذي يبلغ عديده في ليبيا حوالى 5 آلاف عنصر، مقاتلين أجانب من شمال أفريقيا ودول عربية أخرى، وفق سكان. وقُتل في العملية منذ بدئها 166 عنصراً من القوات الحكومية، وأُصيب أكثر من 500 بجروح وفق مصادر طبية في مصراتة، مركز قيادة العملية العسكرية.