يستقبل الرئيس محمود عباس المبعوث الاميركي لعملية السلام جورج ميتشل السبت المقبل في رام الله للتباحث معه في شروط الانتقال من المفاوضات غير المباشرة الى المفاوضات المباشرة، في وقت يطالب الجانب الفلسطيني بتجميد كلي للاستيطان. لكن مصادر غربية قالت ل «الحياة» إن الاتصالات الجارية تبحث عن صيغة تجمع مواصلة بناء العطاءات السابقة، مع عدم طرح عطاءات بناء جديدة اثناء المفاوضات. وتشير تقديرات محلية الى ان الجانب الفلسطيني ربما يوافق على هذا الخيار لأنه يضمن له عدم طرح عطاءات بناء جديدة اثناء المفاوضات. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اعلن مطلع العام عن تجميد موقت وجزئي للبناء في المستوطنات في الضفة الغربية دون القدس لمدة عشرة شهور تنتهي في أيلول (سبتمبر) المقبل. وأدت مصادقة الحكومة الاسرائيلية على عطاءات كبيرة للاستيطان في القدس الى حدوث ازمة بين الادارة الاميركية والحكومة الاسرائيلية انتهت الى تفاهمات تقضي بمواصلة بناء العطاءات السابقة وعدم طرح عطاءات جديدة. وقال مسؤولون فلسطينيون ان الرئيس عباس يصر على وقف الاستيطان، وتحديد مرجعية وجدول زمني واضحين للمفاوضات في مقابل موافقته على الانتقال الى المفاوضات المباشرة. وقال مسؤول فلسطيني ان عباس سيشدد في لقائه ميتشل على ضرورة وضع جدول زمني محدد للمفاوضات، وعدم تركها مفتوحة من دون قيود، كما سيطالب بتحديد مرجعية لهذه المفاوضات وهي قرارات الشرعية الدولية ذات الشأن ومبادرة السلام العربية، وخطة «خريطة الطريق» الدولية. وكان الرئيس باراك اوباما طلب من الرئيس الفلسطيني في اتصال هاتفي نهاية الاسبوع الماضي الموافقة على الانتقال الى المفاوضات المباشرة، وأكد له التزامه الشخصي العمل من اجل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. ويحمل ميتشل الى اللقاء مع الرئيس عباس حزمة «اجراءات لبناء الثقة» اتفق عليها اوباما مع نتانياهو في لقائهما الاسبوع الماضي في واشنطن لتهيئة الأجواء للانتقال الى المفاوضات المباشرة. وتشمل هذه الخطوات وقف العمليات العسكرية الاسرائيلة في مناطق سيطرة السلطة الفلسطينية، والإفراج عن مئات المعتقلين، والسماح للسلطة بتنفيذ مشاريع في المناطق «ج» الخاضعة للسيطرة الامنية والادارية الاسرائيلية والتي تشكل 60 في المئة من مساحة الضفة، ونقل اجزاء من هذه المناطق الى ادارة السلطة الفلسطينية، وازالة الحواجز العسكرية التي اقيمت اثناء الانتفاضة، وادخال المواد الحيوية الى قطاع غزة. وقال مسؤولون فلسطينيون ان المفاوضات المباشرة لن تبدأ حتى في حال موافقة الجانب الاميركي على الشروط الفلسطينية، سوى بعد اجتماع لجنة المتابعة العربية وموافقتها على ذلك. ورجح اكثر من مسؤول ان تبدأ المفاوضات مطلع ايلول المقبل وليس مطلع آب (أغسطس)، كما أعلنت مصادر حكومية اسرائيلية امس. وكانت المفاوضات غير المباشرة بدأت في أيار (مايو) الماضي، وحددت فترة اربعة أشهر تنتهي في أيلول المقبل. وأخفق ميتشل في جولاته السابقة في حمل الجانب الاسرائيلي على التقدم في هذه المفاوضات التي تناولت اثنين فقط من ملفات المفاوضات النهائية وهما الحدود والأمن، ما حدا به الى البحث عن صيغ للانتقال الى المفاوضات المباشرة. ويخشى الجانب الفلسطيني من مناورة اسرائيلية ترمي الى التورط في مفاوضات مفتوحة من دون سقف زمني، ولا تحقق اي تقدم، ما جعله يطالب بتحديد جدول زمني ومرجعية لهذه المفاوضات، واقترانها بوقف الاستيطان.