يزور عشرات النجوم الهنود مدريد في نهاية حزيران (يونيو) لمناسبة تسليم كبرى الجوائز البوليوودية، ما ينعش قطاع السياحة في اسبانيا التي تركز منذ سنوات عدة على الإنتاجات الهندية بهدف استقطاب مزيد من الهنود إلى البلاد. ويقام احتفال تسليم جوائز الأكاديمية الدولية للفيلم الهندي السبت في العاصمة الاسبانية، ومن المتوقع أن يتابعه نحو 800 مليون شخص من أنحاء العالم أجمع. وتنظم الأكاديمية هذا الاحتفال منذ العام 2000 للترويج للسينما الهندية وهو يقام كل سنة في بلد مختلف. ومن المحتمل أن يصادف سكان مدريد في الشارع النجم هريتيك روشان الذائع الصيت في بلده وبطل فيلم "زينداجي نا ميليغي دوبارا" الذي صور بأغلبيته في اسبانيا. ويروي هذا العمل مغامرات ثلاثة شبان هنود يقصدون اسبانيا لإقامة احتفالات توديع العزوبية لأحدهم، فيشاركون في مهرجان سان فرمين لسباقات الثيران الهائجة في شمال البلاد ومهرجان التراشق بالطماطم ويمرون بإشبيلية وبرشلونة وكوستا برافا. وأنتج الفيلم برعاية وكالة "توراسبانيا" التي تروج للسياحة في اسبانيا وحقق أعلى نسبة من العائدات في شباك التذاكر الهندي سنة 2011. ويقول إنريكه لويس دي ليرا مدير "توراسبانيا" المكلف بالتفاوض مع منتجي الأفلام إن "الأثر كان فوريا على طلبات تأشيرات الدخول إلى اسبانيا". وفي العام 2012، بعد سنة على عرض "زينداجي نا ميليغي دوبارا"، زار 60444 هنديا إسبانيا، أي ضعف الهنود الذين زاروها سنة 2011، بحسب وزارة الصناعة والسياحة. وفي العام 2014، بلغ عددهم 85 ألفا. ونشر موقع "لونلي بلانيت" دليلا عن اسبانيا موجها إلى السوق الهندية وباتت وكالات السفر تنظم "جولات" في المواقع التي صور فيها الفيلم. وساعدت "توراسبانيا" المنتجين على الحصول على الترخيصات اللازمة وتولت المفاوضات مع الفنادق وجهات معنية اخرى لتخفيف نفقات تنقل طاقم الإنتاج. وفي المقابل، وافق منتجو الفيلم على نشر إعلان قصير قبيل بدء العرض يظهر فيه المخرج الاسباني خوليو ميديم وهو يشيد ببلده. ومنذ "زينداجي نا ميليغي دوبارا"، صورت 5 أو 6 أفلام هندية في إسبانيا، بحسب إغناسيو دوكاس مدير مكتب "تورإسبانيا" في مومباي، من بينها "ديل داداكنه دو" من بطولة النجم أنيل كابور الذي يروي قصة عائلة غارقة في الخلافات تذهب في رحلة استجمام في البحر الأبيض المتوسط لمدة 10 أيام. وصور هذا الفيلم الذي عرض في الصالات سنة 2015 في برشلونة. ويعتزم أنيل كابور اصطحاب ابنته وثلاثة من أبنائه إلى مدريد لمناسبة توزيع هذه الجوائز المعروفة ب"أوسكار بوليوود". ويؤكد الممثل الذي ذاع صيته في العالم بفضل فيلم "سلامدوغ مليونير" (2008) أنه "متحمس كثيرا لفكرة زيارة اسبانيا مجددا"، بعدما زارها في آذار (مارس) للترويج لهذا الاحتفال. وتسعى اسبانيا التي تعد ثالث البلدان استقطابا للسياح في العالم بعد الولاياتالمتحدة وفرنسا إلى تنويع مصادرها السياحية والانفتاح على بلدان جديدة، أبرزها الهند. وبحسب توقعات منظمة السياحة العالمية، سيرتفع عدد السياح الهنود في العالم من 14 مليونا سنة 2014 إلى 50 مليونا سنة 2020، مع العلم أن الهند هي ثاني بلد يضم أعلى عدد من السكان على الصعيد العالمي. وقد يستقطب احتفال توزيع جوائز السينما البوليوودية 15 ألف زائر إلى العاصمة الاسبانية.