يدرس رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو مع حكومته طلباً اميركياً بتقديم «رزمة خطوات لبناء الثقة» الى السلطة الفلسطينية بهدف تشجيعها على الدخول في المفاوضات المباشرة، في وقت أعلن الرئيس محمود عباس مجدداً رفضه هذه المفاوضات ما لم يتم احراز تقدم في موضوعي الحدود والامن في المفاوضات غير المباشرة التي تجري بوساطة اميركية. في هذه الاثناء، تلوح في الافق ملامح مواجهة وشيكة مع سفينة المساعدات الليبية المتجهة لكسر الحصار المفروض على غزة بعدما أخفقت المساعي الاسرائيلية في تغيير وجهة السفينة الى ميناء العريش بدلاً من غزة، وما اعقب ذلك من اعلان اسرائيل انها مصممة على منع اي محاولة جديدة لكسر الحصار. وكشفت صحيفة «هآرتس» أمس أن الرئيس باراك اوباما أكد لنتانياهو أنه في موازاة الضغوط الاميركية على السلطة الفلسطينية للانتقال إلى المفاوضات المباشرة، يتوجب على إسرائيل بلورة «رزمة خطوات بناء ثقة» من شأنها توسيع صلاحيات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، مذكّراً إياه بأنه لم ينفذ تعهداً سابقاً بتقديم «لفتات طيبة» للفلسطينيين. وزادت الصحيفة أن نتانياهو رد بالتزام جديد أمام الرئيس أنه سينفذ هذه الخطوات في غضون أيام أو أسابيع، مضيفة ان ميتشل سيتابع الموضوع خلال زيارته لإسرائيل أواخر الأسبوع. وأوضحت ان نتانياهو سيشرع الأسبوع الجاري في سلسلة محادثات مع أعضاء «المنتدى الوزاري السباعي» تتناول «رزمة خطوات لبناء الثقة» تجاه الفلسطينيين، مشيرة الى أن المطلب الفلسطيني الأساسي المدعوم أميركياً هو انسحاب الجيش الإسرائيلي من عدد من مدن الضفة (في المنطقة ب الخاضعة أمنياً لاسرائيل) أو وقف نشاطه اليومي فيها ونقل المسؤولية الأمنية فيها للسلطة، بالإضافة إلى إزالة المزيد من الحواجز العسكرية في أنحاء الضفة. من جانبه، جدد الرئيس عباس رفضه الانتقال الى المفاوضات المباشرة من دون احراز اي تقدم في موضعي الحدود والامن. وقال في كلمة ألقاها في احتفال أقامته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في رام الله في الضفة ليل السبت - الاحد في ذكرى الاسراء والمعراج: «قلنا اننا على استعداد لذلك (الدخول في مفاوضات مباشرة) اذا وجدنا تجاوبا من الحكومة الاسرائيلية، وبالذات في قضيتي الحدود والأمن، حدود الدولة الفلسطينية التي نريدها، وترتيبات الأمن التي ستلي اقامة واعلان هذه الدولة، وما زلنا نأمل في تحقيق نجاح يمكننا من الانطلاق في مفاوضات جادة تقود الى تحقيق السلام القائم على حل الدولتين، قبل ان تضيع الفرصة على الجميع». وتساءل: «اذا لم يحصل اي تقدم، فما هي الفائدة من المفاوضات، ستكون عبثا لا فائدة منها ولا طائل منها، ولذلك ابلغنا كل الأطراف الدولية اننا نريد هذا (التقدم)، فهذه افكارنا وهذه آراؤنا وننتظر الجانب الاسرائيلي ان نسمع منه رأيا وان نسمع منه موقفا». كما طالب عباس بإزالة كل المستوطنات عند وصولها الى مرحلة الحل النهائي مع السلطة. في غضون ذلك، تأكد امس ان سفينة المساعدات الليبية لا تزال تواصل طريقها الى غزة لكسر الحصار الاسرائيلي، في وقت أقرت أوساط إسرائيلية بإخفاق الجهود التي بذلتها إسرائيل على الساحة الدولية، خصوصاً مع اليونان ومولدافيا ومصر ومجلس الأمن، من اجل التدخل لإقناع ليبيا بتوجيه السفينة إلى ميناء العريش بدلاً من ميناء غزة. واكد ممثل «مؤسسة القذافي للتنمية» ما شاء الله زوي الموجود على متن السفينة لوكالة «فرانس برس» ان السفينة لم تغير وجهتها، وانها لا تزال في طريقها الى ميناء غزة، وقد تصله بعد يومين. واضاف ان المؤسسة لا تسعى الى «المواجهة او الاستفزاز» مع اسرائيل، مضيفا: «في الوقت الحاضر نفكر فقط في كيفية ايصال المساعدة الى غزة. المجتمع الدولي يتابعنا، ونأمل في ان يساعدنا في بلوغ هدفنا». من جانبها، اكدت اسرائيل تصميمها على منع اي محاولة جديدة لكسر حصار غزة، عبر السبل الديبلوماسية وحتى بالقوة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر في المؤسسة العسكرية توقعها أن تصل السفينة في غضون ثلاثة ايام، مضيفة ان سلاح البحرية تلقى التعليمات من المستويين السياسي والعسكري بمنع وصول السفينة إلى القطاع تماشياً مع سياسة إسرائيل «التي لم تتغير» والقائمة على مواصلة فرض الحصار البحري على القطاع.