اتسعت المواجهات في مدينة أجدابيا التي تعتبر بوابة الشرق الليبي، بين قوات تابعة للمرجعية الدينية في الغرب هاجمت المدينة التي هبّت للدفاع عنها قوات الجيش بقيادة الفريق خليفة حفتر ومعها مجموعة من السكان. وانعكست التطورات الميدانية في أجدابيا أزمة سياسية تهدد بإطاحة حكومة الوفاق الوطني المنبثقة عن اتفاق الصخيرات الذي رعته الأممالمتحدة، وذلك بعدما انقسم أعضاء المجلس الرئاسي للحكومة بين مؤيد للهجوم على أجدابيا ومعارض. أتى هذا الانقسام السياسي في طرابلس ليحل محل التوافق الذي شهدته على صعيد الحكومة، في ظل المعارك ضد تنظيم «داعش» في سرت. واللافت أن التصعيد في أجدابيا ترافق مع مراوحة في سرت بعد انسحاب مسلحي التنظيم الإرهابي إلى مناطق سكنية وتحصُّنهم فيها، من دون أن تتمكن القوات الموالية لحكومة الوفاق من تحقيق أي تقدم، منذ أواخر الأسبوع الماضي. وكان عضو المجلس الرئاسي للحكومة فتحي المجبري أصدر بياناً باسم المجلس، دان الهجوم على أجدابيا من جانب «سرايا الدفاع عن بنغازي» وهي ميليشيا متشددة تتبع المفتي الصادق الغرياني الذي عزله مجلس النواب (البرلمان) المنعقد في طبرق، وردّ أحمد معيتيق العضو الثاني في المجلس على بيان المجبري، رافضاً دعوة الأخير الجيش إلى حماية أجدابيا. وأفادت مصادر مطلعة في طرابلس بأن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج بات عاجزاً عن إيجاد مخرج لهذه الأزمة، خصوصاً أن التطورات الميدانية مرشّحة لتصعيد بعد دعوة المفتي الغرياني مسلحيه إلى السيطرة على الموانئ النفطية والالتحام مع قوات «أنصار الشريعة» و «الدروع» المتشددة، في سبيل «تحرير بنغازي ودحر قوات حفتر نهائياً». وسرت تكهنات في طرابلس عن اعتكاف السراج، فيما أفادت أنباء بأنه سافر إلى جنيف لقضاء فترة نقاهة. ومع تعرُّض المدينة لهجوم ثانٍ أمس، شنّ سلاح الجو الليبي غارات عنيفة جداً على مواقع مسلحي «سرايا الدفاع» جنوب مدينة أجدابيا. وأفاد مصدر مطلع بأن اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة دارت بين الطرفين في المنطقة السكنية المتاخمة لمشروع النهر الصناعي الذي يبعد 18 كيلومتراً إلى جنوب أجدابيا. وسجل سقوط أربعة جرحى في صفوف القوات المهاجمة. ولفت المصدر إلى أن مدينة أجدابيا باتت في عزلة تامة بعد انقطاع الكهرباء والإنترنت والاتصالات، فضلاً عن انقطاع المياه.