شن مسلحو «سرايا الدفاع عن بنغازي» وهي ميليشيا متشددة تشكلت في غرب ليبيا أخيراً، هجوماً مفاجئاً على مدينة أجدابيا (وسط) التي تعتبر المدخل الرئيسي الى شرق البلاد. وأكدت مصادر من قوات الجيش وسكان في اجدابيا صدّ الهجوم على مشروع النهر الصناعي من جانب الميليشيا التي تتبع الصادق الغرياني، مفتي غرب البلاد، وهي خليط من تنظيم «انصار الشريعة» ودروع تحالف «الاخوان المسلمين» و»المقاتلة» الذي يضم فلول مسلحي «القاعدة» العائدين الى ليبيا من افغانستان. وأوضحت المصادر ان هذه الميليشيات التي تجمعت في محيط اجدابيا أخيراً، واجهت جنوداً من الجيش مدعومين بسكان محليين تمكنوا من طردها من مواقع حاولت السيطرة عليها في معارك اسفرت عن سقوط اربعة قتلى في صفوف المدافعين عن المدينة من رجال الجيش أحدهم برتبة ملازم السبت. وربطت مصادر عدة محاولة السيطرة على أجدابيا بخطاب للمفتي الغرياني الذي عزله البرلمان في طبرق من مصبه بقرار لم تعترف به سلطات طرابلس. وحرض المفتي في خطابه أخيراً على التوجه إلى الحقول النفطية ومدينة بنغازي للاستيلاء عليها واحتلالها. وعلى الأثر ظهرت مجموعة مسلحة في شريط مسجل الأسبوع الماضي، معلنة تأسيس «سرايا الدفاع عن بنغازي وثوار أجدابيا»، مؤكدة أن مرجعيتها هي المفتي الغرياني. ونشرت «سرايا الدفاع عن بنغازي» منشورات في صفحات التواصل الاجتماعي، وصفت فيها احداث اجدابيا السبت، بأنها «بداية العمليات العسكرية لتحرير أجدابيا»، وأشارت الى أنها تمكنت من السيطرة على المنطقة الصناعية ومقر الأمن الداخلي والبوابة الجنوبية ومعسكرات أخرى، الامر الذي لم تؤكده مصادر مستقلة. وأثار الهجوم جدلاً في طرابلس، بعدما اصدر عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فتحي المجبري بياناً باسم المجلس، دان فيه الهجوم على أجدابيا، فيما سارعت اوساط رئيس المجلس فائز السراج الى التنصل من بيان الإدانة مشيرة الى انه «صدر من دون التشاور مع بقية الأعضاء الذين يرفضونه»، كما افادت المصادر. في غضون ذلك، تواصلت المعارك في سرت المجاورة مع تنظيم «داعش»، من دون ان تتمكن القوات التابعة لحكومة الوفاق، من تحقيق أي تقدم على الارض. وأكتفت القوات الحكومية بدك حصون مسلحي «داعش» في سرت بالمدفعية الثقيلة وقذائف الطيران الحربي الذي ينطلق من قاعدة جوية في مصراتة المجاورة. على صعيد آخر، افادت اخبار واردة من سبها عاصمة الجنوب الليبي، بأن احتقان الشارع هناك بدأ يزداد، مع اتساع فترات انقطاع الكهرباء ليصل الى 48 ساعة متواصلة. يترافق ذلك مع ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع المياه بالكامل عن المدينة، ما يضطر السكان الى دفع اموال باهظة لشراء مياه الشفة، اضافة الى تهافت على شراء مولدات الكهرباء التي وصل سعر الواحد منها الى 2500 دينار. كذلك افادت الأنباء بأن معظم محطات الوقود مغلق، وبعضها لا يفتح الا لساعات قليلة. ويعاني السكان في سبها من اكتظاظ مكبات القمامة، كما تفيد مصادر «مركز سبها الطبي» عن حالات اغماء وارتفاع الضغط. وأوردت وكالة «فرانس برس» امس، ان ممثلين لمجموعات سياسية وإتنية في جنوب ليبيا وقعوا في روما السبت، اتفاقاً انسانياً، برعاية جمعية «سانت ايجيديو» الخيرية الكاثوليكية. ويخرج الجنوب الليبي المترامي بين الجزائر والنيجر وتشاد عن سيطرة السلطات الليبية على رغم ان معظم المسؤولين السياسيين والعسكريين فيه، اعلنوا ولاءهم لحكومة الوفاق الوطني. وأشار بيان لجمعية «سانت ايجيديو» ان الاتفاق يتيح للسلطات الايطالية التي تقدم مساعدات لأبرز المدن الساحلية الليبية، وكذلك للصليب الأحمر الدولي ومنظمات غير حكومية اخرى، التدخل في الجنوب الليبي. وسيتم ارسال مساعدات عاجلة الى مستشفيات خمسة اقاليم في ولاية فزان (عاصمتها سبها) تحتاج الى تجهيزات اساسية مثل وسائل تلقيح الأطفال. قوة بحرية تابعة لحكومة الوفاق مشاركة في محاصرة «داعش» في سرت (الحياة)