بدا مؤيدو الرئيس الأفغاني حميد كارزاي واثقين من تحقيقه انتصاراً ساحقاً في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي أجريت أمس. وأكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية محمد صديق تشكري المقرب من كارزاي ل «الحياة» ان الفارق بينه وبين منافسه الرئيسي وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله سيبلغ نحو 20 نقطة، فيما لم يستبعد محللون لجوء أنصار عبد الله الى احتجاجات عنيفة في العاصمة كابول ومناطق الشمال، اذا تأكد فوز كارزاي بولاية ثانية استناداً الى النتائج النهائية التي ستعلن في الثالث من ايلول (سبتمبر) المقبل. وأعلنت اللجنة الانتخابية ان نسبة التصويت في بعض مراكز الاقتراع بلغت 50 في المئة، لكنها اقرّت بتدني نسبة التصويت في الولاياتالجنوبية وبينها قندهار، معقل حركة «طالبان»، (10 في المئة)، علماً ان نسبة الاقتراع العامة في انتخابات العام 2004 بلغت 75 في المئة. كما انخفضت نسبة الإقبال في الشرق عن مثيلاتها في بقية المناطق. وعجز المراقبون الدوليون عن التوجه الى مناطق خارج كابول، واضطرت اللجنة الانتخابية إلى نقل بعض مراكز الاقتراع في اللحظات الأخيرة إلى مقار الشرطة من دون ان تعلم الناخبين، ما قد يثير شكوكاً بصدقية عملية الاقتراع فيها وفور اقفال صناديق الاقتراع، وتلقت اللجنة الانتخابية عشرات الشكاوى التي شككت بنزاهة الانتخابات، بينها عدم وجود الأختام الخاصة التي تستخدم في الإشارة الى بطاقات الأشخاص الذين شاركوا في الاقتراع، ونقص بطاقات الاقتراع في مناطق عدة. ودار جدل آخر حول فاعلية الحبر المستخدم لدمغ ابهام الناخبين من اجل منعهم من الاقتراع مجدداً، اذ تبين انه يسهل تنظيفه وإزالته كما حصل عام 2004. وأعلن فريق المرشح عبدالله انه قدم 30 شكوى الى اللجنة الانتخابية، «تتضمن دعوة عناصر من الشرطة وموظفين حكوميين الى التصويت لمصلحة كارزاي، وغياب الحبر في بعض مكاتب الاقتراع والمراقبين المستقلين». يأتي ذلك غداة تحفظ منظمة «هيومن رايتس ووتش» للدفاع عن حقوق الإنسان عن دور اللجنة الانتخابية التي عين كارزاي رئيسها من دون تدخل البرلمان. وأشارت الى ان هذه اللجنة تشددت في التعامل مع بعض المرشحين. وأكد كارزاي ان تدني نسبة المشاركة لن يؤثر في شرعية الانتخابات، مشيداً بعدم تخلي الأفغان عن حقهم في التصويت، على رغم تسجيل 73 اعتداءً في 15 من 34 ولاية أسفرت عن مقتل 26 مدنياً. وقال: «كان يوماً جيداً جداً لافغانستان وشعبها، والانتخابات ثاني خطوة مهمة لخير الشعب». وفي بروكسيل (ا ف ب)، صرح الأمين العام للحلف الأطلسي، اندرس فوغ راسموسن، بأن الانتخابات في أفغانستان شكلت «نجاحاً على الصعيد الأمني، وعلامة مشجعة على رغبة الشعب في مواكبة التحول الديموقراطي واستعادة الأمن والاستقرار». وعلى رغم تهديدها بمهاجمة الناخبين مباشرة في حال لم يلتزموا توجيهاتها الخاصة بمقاطعة عملية الاقتراع، غابت الهجمات الكبيرة على مراكز التصويت. واستهدف المتمردون مكتبين او ثلاثة مكاتب للانتخابات في خوست (شرق) وستة مكاتب في لوغر (جنوب) حيث اندلعت الاشتباكات الأكبر بين مسلحي «طالبان» والقوات الحكومية على غرار بغلان (شمال)، فيما فككت القوات الدولية قنبلتين زرعتا امام مكتب للاقتراع في غزني (جنوب). كما أطلق مسلحون صواريخ على مركز ولاية قندوز (شمال) ومناطق في ولايات قندهار وغزني وهلمند (جنوب) وننغرهار وكونار (شرق)، لم تسفر إلا عن سقوط عشرة جرحى. واشتبك مسلحون آخرون مع رجال الشرطة في ضاحية كارتي ناو في العاصمة. وأعلنت الشرطة مقتل ثلاثة انتحاريين في الاشتباك الذي انتهى بسيطرة رجالها على الوضع.