بعد نهاية كل عام دراسي ترى المأساة المتمثلة في رمي الكتب المدرسية، سواء في داخل المدرسة أو خارجها، ومع أن وزارة التربية والتعليم شددت على المعلمين والمعلمات، بضرورة تفعيل الكتاب المدرسي والرجوع إليه في الحصة بقراءة جزئية منه، أو حل التمرينات، والتطبيقات، أو الاستعانة بالخرائط والصور المرفقة به، وقيام المعلمين والمعلمات بجعل الكتاب المدرسي بمثابة الدفتر الكتاب وتصحيحه ومتابعته بدلاً من الدفتر الإضافي، بل وتخصيص درجات تقييمية تصب في مصلحة التلاميذ، والرجوع إليه كمصدر أساسي للمعلومات داخل الحصة لربط التلاميذ به والاحتفاظ به كمرجع تعليمي بعد الانتهاء من دراسته، أو تقديمه لمن قد يستفيد منه، أو الاحتفاظ به في مكتبة التلميذ الذي قد يحتاج إليه، خصوصاً في ما يربط بين المعلومات السابقة باللاحقة، إلا أن هذه الوسائل لم تجد من خلال استهتار التلاميذ والتلميذات بها على حد سواء، ما ينبغي على الوزارة، وضع قوانين تحد من هذا الاستهتار وتؤدي إلى احترام الكتاب واستشعار الأموال الطائلة التي تصرفها الدولة في طباعة هذه الكتب. - تكريم المتطوعين والمتطوعات الذين شاركوا في مواساة المنكوبين في سيول جدة من الأمير «خالد الفيصل» لفتة كريمة عنوانها تقدير الذات، والجهد المثمر، وغرس حب العمل الخيري التطوعي في نفوس الشباب من الجنسين، خصوصاً وقد تحمل هؤلاء الكثير من المعاناة من مواقف المتطرفين الذين هاجموهم وحاولوا كثيراً ثنيهم وإحباطهم عن القيام بهذا العمل العظيم. - مدينة جدة شمالها غير، وجنوبها غير، وشرقها غير، وغربها غير، وأسعارها في فنادقها ومنتزهاتها ومطاعمها ومقاهيها ومتاجرها أيضاً غير، يضاف إلى هذا متسولوها الذين يهبطون عليك من كل جهة وفي كل مكان حتى في فترة وقوف السيارات أمام الضوء الأحمر، وفي شدة الزحام ليسرقوا ما تيسر لهم مع التسول مستغلين حرارة الجو والزحمة وطيبة الناس. - يترقب المواطنون كثيراً لتفعيل نظام الرهن العقاري متأملين فيه خلاصاً لمعاناتهم مع غلاء أسعار العقار، سواء كان أرضاً أم تمليكاً من شقق وعمائر، أو حتى منازل شعبية، لكن الخبر الذي طالعتنا به الصحف المحلية الأسبوع الماضي بإعادته إلى مجلس الشورى لمناقشته وتطويره من جديد، شكل صدمة للمنتظرين، جعلتهم يتراجعون كثيراً عن الثقة فيه، في غياب الصمت عن أسباب تأخير القرار، وبالتالي تساؤلاتهم عن صدقية الحلول التي ستمكنهم من امتلاك عقارات تغنيهم عن التأجير وتساعدهم في إيجاد الفرص الفاعلة في عملية الشراء أو التأجير الميسر بأسعار معقولة، خصوصاً وشريحة كبرى من المواطنين وضعت آمالها على هذا المشروع الحلم، في فك الاختناق العقاري الذي جعل ملاك العقار يبالغون في رفع أسعار عقاراتهم بطريقة تفوح منها علامات الجشع والاستغلال. - الأرض تدور، والشمس تدور، والقمر يدور، ولكن بعض العقول تظل ثابتة بأفكارها، وراسخة في قناعاتها، مع علمها برحابة دينها، وتصميمها على تشددها فيه تعنت لقيادة الناس حول مآربها لاستعبادها وجرها كقطيع المواشي، وإن ظهرت النصوص والأدلة الشرعية المكتومة من العلماء المخلصين لذات الدين، وإظهار العلم المكتوم، وبدلاً من تقديرهم واحترامهم، تنقلب الحال إلى الهجوم عليهم وتسفيه آرائهم ورميهم بالباطل، لأنهم خالفوا رأي البعض وهواهم الأحادي الهوى، بل وقيام البعض بالمناداة ضدهم بالحجر على أفكارهم، وتأليب العامة عليهم، في الوقت الذي لم نرهم يحركون ساكناً أمام الفتاوى المتشددة، بل وتلك التي استهدفت هدم بيت الله الحرام، فلم نرَ غيرتهم وحميتهم تزأر لبيت الله وحمايته، كما تزأر الآن للتحريض والتنديد باجتهادات الصادقين مع نفوسهم ومع دينهم. [email protected]