كشف المدير العام للمياه في منطقة الباحة المهندس محمد بن منصور آل عضيد إستراتيجية إدارته الطويلة المدى لدرس حاجات المنطقة ومحافظاتها من المياه حتى عام 1461، تعتمد على خمس خطط، يتم فيها جلب المياه عبر مشاريع نقل المياه من وادي عردة، إلى جانب مشاريع نقل المياه من سد العقيق ووادي ثراد والجنابين والأحسبة ووادي دوقة، والمرحلة الثالثة من مشروع محطة التحلية بالشعيبة، التي من المتوقع أن تتدفق المياه منها بكمية تبلغ 91 متراً مكعباً يومياً حتى نهاية هذا العقد لمدة 10 سنوات. وبشأن ما توصلت إليه الدراسة المبدئية أوضح أنها كشفت تفاوت الفجوة في حجم مياه الشرب بين السلبية والإيجابية بحسب عدد السكان في كل محافظة وكمية الاستهلاك؛ إذ إن الإحصاءات تشير إلى أن عدد سكان المنطقة في آخر إحصائية عام 1425بلغ 377.739 نسمة، بينما يتوقع زيادتهم ليصلوا إلى 553.705 نسمة عام 1460، وبالتالي سيرتفع إجمالي حجم الطلب الحقيقي لمياه الشرب من قرابة 73 ألف متر مكعب هذا العام إلى أكثر من 100 ألف متر مكعب يومياً في ظل مشاريع مياه تحلية بين 10 آلاف متر مكعب هذا العام لتصل بالتدريج ل 40 ألف متر مكعب بعد 10 سنوات إلى جانب المياه السطحية والجوفية، بينما تتسع الفجوة سلباً بين الطلب والمتوافر من مياه الشرب هذا العام بواقع41971 متراً مكعباً، وتبدأ في الاستقرار لمدة 20 عاماً لتعود سلباً لأكثر من 10 آلاف متر مكعب بعد 30 سنة لكثرة عدد السكان وازدياد الطلب وثبات المشاريع. وقدّر آل عضيد الحاجة من خدمات المياه والصرف الصحي حتى نهاية الخطة الحالية بأن تصل أطوال شبكات المياه إلى ما يزيد على 800 كيلو متر وعدد التوصيلات المنزلية 17 ألف توصيلة، في حين تستهدف الخطة وصول عدد محطات المعالجة للصرف الصحي 11 محطة بطاقة إنتاجية تصل إلى 180 ألف متر مكعب، وأن يبلغ عدد التوصيلات المنزلية للصرف الصحي 60 ألف وصلة منزلية. وقال: «إن موازنتي العام الماضي وهذا العام حملتا نحو 1800 مليون ريال، إذ تم اعتماد مبلغ 63 مليون ريال لمشاريع الباب الرابع، ومنها درس وتصميم مشاريع المياه والصرف الصحي في المنطقة ب50 مليون ريال، وتنفيذ مشاريع مياه للمنطقة بمبلغ 150 مليون ريال، وتنفيذ خطوط ناقلة ومحطات ضخ ومناهل جديدة بمبلغ 150 مليون ريال، وإيصال التيار الكهربائي لمحطات الضخ بمبلغ 50 مليون ريال، ومشروع إنشاء مختبر للمياه ومستودعات بمبلغ 30 مليون ريال، وإنشاء خزانات للمياه ب100 مليون ريال، وتدعيم المشاريع تحت التنفيذ ب100 مليون ريال». وفي ما يخص المياه هذا العام، أكد عدم حدوث أي أزمة للمياه في منطقته هذا الصيف عكس المألوف عنه في المواسم السابقة، مرجعاً السبب إلى هطول أمطار غير مسبوقة على المنطقة في شهر نيسان (أبريل) من هذا العام في ظل تواجد عدد كبير من السدود ما جعل الوضع يختلف عن سابقه تماماً، مستشهداً أن منطقة الباحة شهدت هذا العام أمطاراً غزيرة بكميات بلغ منسوبها 168 ملم، ما أدى إلى رفع منسوب المياه في السدود التي تغذي «أشياب» المنطقة، شملت سد العقيق وسد ثراد اللذين يشكلان النسبة الكبرى من حاجة المنطقة من المياه، إذ بلغت كميات المياه فيهما أكثر من 20 مليون متر مكعب. وأضاف أن كمية المياه التي ستصل من محطة تحلية الشعيبة عبر مشروع خط المياه الناقل بين الطائفوالباحة سيعلن انتهاء أزمة المياه في الباحة نهائياً. وعن السدود المنفذة والجاري تنفيذها في الباحة ومحافظاتها، أوضح أنه يجري حالياً تنفيذ سد في «عردة» بارتفاع 70 متراً لحفظ مياه الأمطار المتدفقة من جبال السراة في اتجاه «تربة»، كما سيتم تنفيذ سدود في أودية القطاع التهامي تقف إلى جانب 28 سداً لحفظ ملايين الأمتار المكعبة من مياه الأمطار التي تسهم في زيادة المياه الجوفية للسقيا والري.