كثفت إسرائيل ضغوطها السياسية والإعلامية على الفلسطينيين للانتقال الى المفاوضات المباشرة. ورد الفلسطينيون مطالبين بضمانات أميركية – إسرائيلية حول الهدف من المفاوضات والحدود التي يجري التفاوض عليها. واتهم صائب عريقات، رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية ل «الحياة» إسرائيل ب «ممارسة ضغوط وألاعيب وإلقاء بالونات اختبار في محاولة لحشر الفلسطينيين في الزاوية وإجبارهم على الدخول في المفاوضات المباشرة من دون أية ضمانات». وأضاف عريقات إن «مفتاح المفاوضات المباشرة في يد (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتانياهو، ففي اللحظة التي يعلن فيها وقف الاستيطان، ويقبل استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في كانون الأول (ديسمبر) عام 2008 فان المفاوضات ستبدأ». ولفت الى انه «ليس مهماً شكل المفاوضات وإنما مضمونها. وعندما يقول نتانياهو انه غير مستعد للانسحاب الى حدود عام 1967 وانه سيبقي القدس تحت السيادة الإسرائيلية، فانه لن يجد شريكاً فلسطينياً واحداً». وجدد التأكيد على أن الجانب الفلسطيني لن ينتقل الى المفاوضات المباشرة إلا في حال حدوث تقدم في ملف الحدود ووقف الاستيطان. وكان الرئيس باراك أوباما دعا عقب استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يزور واشنطن الى استئناف مفاوضات سلام مباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل بحلول نهاية أيلول (سبتمبر) المقبل. ويقول مسؤولون فلسطينيون إن الإدارة الأميركية طلبت من الرئيس محمود عباس الانتقال الى المفاوضات المباشرة بسبب ما قالت انه تعثر مهمة المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل في المفاوضات غير المباشرة الجارية. وقال مسؤولون فلسطينيون إن الرئيس محمود عباس يريد ضمانات أميركية وإسرائيلية بان يكون الهدف واضحاً من هذه المفاوضات، وهو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967 من دون استثناء مع تبادل طفيف للأراضي بين الدولتين لتسوية قضية المستوطنات. وقال نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية إن «دخول الفلسطينيين في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل من دون مبادئ واضحة تحدد هدف هذه المفاوضات يعني تكرار تجربة الماضي، وهي التفاوض والتفاوض من دون نتائج». ولفت الى أن «القول بأن الهدف هو إقامة دولة فلسطينية لا يكفي لأن نتانياهو سيقول بعد قليل عرضت عليهم دولة على 60 في المئة من الضفة الغربية ورفضوا». وأكد انه «يجب أن يكون واضحاً أن الفلسطينيين يريدون الدخول في مفاوضات مباشرة هدفها قيام دولة فلسطينية على حدود 1967 مع مبادلة مساحات محدودة من الأرض». وأضاف: «يجب أن يكون واضحاً على ماذا نتفاوض قبل أن ندخل في المفاوضات، لكن نتانياهو لا يريد أن يفصح عن ذلك». وقال أبو ردينة إن وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس حددت موضوع المفاوضات في الأراضي المحتلة عام 67 وهي قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس العربية والبحر الميت.