حاول وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال محادثات في العاصمة اليونانية أثينا السبت وضع استراتيجية جديدة تجاه روسيا وتعهدوا بالإبقاء على موقف صارم في الأزمة الأوكرانية مع عدم استفزاز موسكو لمزيد من الصراع. ومنذ ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أقرب حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعلقت حكومات مجموعة الدول الصناعية السبع الاتصالات رفيعة المستوى مع روسيا. ويجري الإعداد لفرض مزيد من العقوبات إذا تفاقم الصراع. ولكن سيتعين على حكومات الاتحاد الأوروبي المؤلف من 28 دولة أن توازن بين ضرورة الحفاظ على استقرار دول شرق أوروبا وبين تعزيز العلاقات مع الجمهوريات السوفيتية السابقة وهو تحرك أثار غضب موسكو. وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي إنه ليس من مصلحة أوروبا أن تؤجج المواجهة مع روسيا والتي بلغت بالفعل أعلى مستوياتها منذ الحرب الباردة. وقال سيكورسكي ل"رويترز" بعد الاجتماع الذي استمر يومين في أثينا وتركز على علاقات الاتحاد الأوروبي مع روسيا وجيرانها في الشرق والجنوب "للأسف تضطرنا روسيا لأن نراجع نهجنا بسبب أفعالها". وأضاف "كنا نتفاوض عبر الوسائل السلمية فيما مضى... لكن روسيا تخطت هذا الإطار... بعداونها على أوكرانيا." وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت إن تفاقم التوتر مع روسيا أمر حتمي فيما يستعد الاتحاد الأوروبي لتوقيع اتفاقيات تجارية مع جورجيا ومولدوفا بحلول حزيران (يونيو) ووضع اللمسات النهائية لتوثيق الروابط الاقتصادية مع أوكرانيا. وكان من المقرر أن توقع أوكرانيا اتفاقاً مماثلاً العام الماضي لكن روسيا أقنعت الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش بالعدول عن ذلك مما أثار احتجاجات حاشدة في كييف والإطاحة بيانوكوفيتش في شباط (فبراير). واستولت روسيا في وقت لاحق على شبه جزيرة القرم. وقال بيلت انه "على ثقة" بأن بوتين سيحاول إجبار جورجيا ومولدوفا على التخلي عن خطط توثيق الروابط التجارية مع أوروبا مثلما منع أرمينيا العام الماضي من توقيع معاهدة تجارية. وقال للصحافيين "ليس لدي أدنى شك. وسيفعل ذلك مثلما فعل مع أوكرانيا. الخطة حسبما أعرف هي توقيع (المعاهدات) في يونيو. ولا أعتقد أن الكرملين سيهلل بالتصفيق. ربما سيكون هناك شيء آخر.. تهديد." وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون إن المساعي الدبلوماسية لتهدئة التوتر بين أوكرانياوروسيا ستتواصل. وأضافت في مؤتمر صحافي "سترون خلال الأيام المقبلة أننا نواصل الاتصال مع روسيا ومع زملائنا في أوكرانيا ومع الولاياتالمتحدة لضمان التحرك بقوة للأمام". وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل السبت إنه ينبغي ألا يشكك أي شخص في عزم اوروبا فرص عقوبات أكثر صرامة على روسيا إذا اتخذت خطوات جديدة لزعزعة استقرار أوكرانيا. واعترفت ميركل بوجود خلافات بين دول الاتحاد الاوروبي تجاه أزمة أوكرانيا لكنه ذكر انها لن تقف في طريق أتخاذ موقف موحد. وقالت ميركل أمام مؤتمر للحزب الديمقراطي المسيحي في مستهل الحملة الانتخابية استعدادا لانتخابات البرلمان الأوروبي الشهر المقبل "اذا استمر انتهاك وحدة اراضي اوكرانيا فسيتعين علينا فرض عقوبات اقتصادية." وفرض الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة عقوبات علي روسيا لضمها القرم وحظرت منح تأشيرات دخول وجمدت أصول عدد من الأفراد الروس والأوكرانيين. غير أن بعض المعلقين والمحللين يشككون في مدى استعداد اوروبا تنفيذ التهديد بفرض عقوبات اقتصادية في ظل اعتماد بعض الدول لاسيما دول شرق اوروبا على الغاز الروسي والتجارة معها. وانتقدت الشركات الالمانية التي تقيم علاقات وثيقة مع روسيا الغرب لاتخاذه ماوصفه بعض المسؤولين التنيفذيين بموقف شديد التعنت تجاه روسيا