رويترز، يو بي آي - أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، قبل اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في اثينا أمس، ان انسحاب القوات الروسية من حدود اوكرانيا «كان رمزياً»، داعياً اوروبا الى «عدم التهاون، لأن الوضع يبقى متوتراً جداً في اوكرانيا بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم، من دون تراجع حقيقي لتصعيد موسكو». وأوضح ان «الوقت الآن ليس لعقوبات المرحلة الثالثة، أي العقوبات الاقتصادية، لكن يجب الاستعداد لتطبيقها ضد روسيا اذا تفاقمت الأزمة. اما وزير الخارجية الهولندي فرانك تيمرمانس فقال: «لا يجب ان نخاف من روسيا، ونبحث في افضل طريقة لمساعدة اوكرانيا». في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك ان «أكبر كوارث هذا القرن ستكون إعادة بعث الاتحاد السوفياتي، وهو ما يريده الرئيس فلاديمير بوتين، فيما تتمثل الخطورة في تأييد غالبية الشعب الروسي هدفه». وكان بوتين صرح عام 2005 بأن أكبر كارثة سياسية شهدها القرن العشرين كانت انهيار الاتحاد السوفياتي. وسخر من رسائل قال إن موسكو توجهها للناطقين بالروسية في اوكرانيا، وقال: «هذا اسلوب جديد يفيد بأن فرض حكومة موالية للغرب في كييف اجراءات تقشف سيؤدي الى تراجع مستوى معيشتكم بدرجة كبيرة، ولكن إذا عدتم إلى روسيا ستكونون سعداء ومبتسمين ولن تعيشوا في جحيم الغرب». وأكد ياتسينيوك ان «لا علاقات بين كييف وموسكو، وهذه المشكلة الأساس، علماً اننا ابدينا مرات استعدادنا للتفاوض، وحين مددنا يدنا لمصافحتها مدت يدها ببندقية». وكان لافتاً إعلان كييف أنها لا تنوي خفض التعاون مع روسيا في مجال التصنيع العسكري، «لأنه سيؤدي إلى اغلاق مصانع كثيرة في اوكرانيا، ويزيد عدد العاطلين من العمل». وأوقفت السلطات الجديدة في كييف توريد السلاح والعتاد العسكري من صنع أوكراني لروسيا، لكنها واصلت توريد تقنيات يمكن أن يكون لها استخدام مزدوج سلمي وعسكري لروسيا، مثل محركات مروحيات ينتجها مصنع «موتور سيتش». في المقابل، طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزراء خارجية رابطة الدول المستقلة الذي يضم دولاً سوفياتية سابقة، كييف باجراء إصلاحاً دستورياً «حقيقياً وليس صورياً، لاثبات استقلالها عن الغرب». وأضاف: «تعرفون موقفنا واقتراحاتنا. يجب ان يتوقف الغرب عن التدخل في الشؤون الداخلية لأوكرانيا، وإلا سيبدو الأمر وكأن الغرب اتخذ دور الحكم في مصير هذا البلد، مع افتقاد السلطات الحالية الكثير من الاستقلالية». وأملت دول الرابطة باستمرار عضوية اوكرانيا فيها، وقال السكرتير التنفيذي للرابطة سيرغي ليبيديف: «يتفق ذلك مع مصالح الأوكرانيين، ودولتهم التي تربطها ملايين العلاقات الاقتصادية والإنسانية والبشرية بسائر بلدان الرابطة». وزاد ان «اعضاء الرابطة ابدوا ارتياحهم لحضور الوفد الأوكراني بصلاحيات كاملة، وتوقيعه وثائق». الى ذلك، اعلن جهاز الأمن الفيديرالي الروسي اعتقال 25 أوكرانياً للاشتباه في انتمائهم الى حركات قومية متشددة واعدادهم هجمات بين 14 و17 آذار (مارس) الماضي في مناطق روستوف وفولغوغراد وتفير واوريل وبلغورود وكالميكيا وتتارستان الروسية. ووصفت الخدمة الإعلامية لجهاز أمن الدولة الأوكراني التقرير بأنه «هراء»، علماً ان الإعلان جاء بعد ساعات على قول جهاز أمن الدولة الأوكراني إن «عناصر أمن روساً ساعدوا السلطات السابقة أثناء الاحتجاجات المناهضة للحكومة في كييف في شباط، والتي قتل فيها أكثر من مئة شخص. في اطار العقوبات الغربية على روسيا، أعلنت شركة «دويتشه بوست» للبريد الألمانية إنها لم تعد تقبل رسائل البريد الموجهة الى القرم بعدما أبلغت كييف اتحاد البريد العالمي في جنيف ان توصيل الرسائل الى المنطقة غير مضمون. كذلك، أعلنت سلسلة مطاعم «ماكدونالدز» الأميركية للوجبات السريعة تعليق نشاطات ثلاثة من مطاعمها في القرم «موقتاً لأسباب تتعلق بالتصنيع»، مشيرة الى عرض فرص عمل في مطعم آخر في اوكرانيا على جميع الموظفين. وأقفلت شركات اخرى ابوابها في سيمفيروبول، عاصمة القرم، خلال الايام الأخيرة، خصوصاً مصارف اوكرانية.