أعاد برنامج الصدمة الذي يعرض على قناة أم بي سي الثقة في برامج الكاميرا الخفية، بعد أن عكست برامج المقالب المرافقة لرمضان في كل عام الجانب المفبرك في معظم الحلقات، التي كان أبطالها مشاهير يتكررون في أكثر من برنامج وفي كل عام، بيد أن برنامج الصدمة كان أبطاله أناس حقيقيون، واعتمد على ردود أفعالهم في مواقف إنسانية خالطتها الدموع في معظم المشاهد. تدور فكرة البرنامج الذي ينقل ردود أفعال مواطنين من خمس دول عربية هي السعودية والإمارات والعراق ولبنان ومصر، على مواقف إنسانية في الشارع وفي مراكز التسوق ومحال البيع، لتنقل الكاميرا ردود أفعال متباينة وقوية عنوانها الصدمة التي يحدثها الموقف، ودائماً ما كانت المشاهد مؤثرة جداً، وتحمل رسالة إنسانية، وهو الهدف الذي انطلق منه البرنامج. تناول البرنامج في حلقاته الثلاث الماضية مواضيع عدة؛ من أبرزها التعامل السيئ، والعقوق مع الأب، إذ تباينت ردود الأفعال في الدول الخمس التي صورت فيها، إلا أن المواطنين اشتركوا في محاربة هذه الظاهرة بقوة، وكان المشهد الذي احتل الصدارة ما وقع في العراق حين انهال رجل على الممثل الذي كان يؤدي دور الابن العاق بالضرب والصفع واللكم، بعد أن أثر المشهد فيه بشكل قوي. احتل مشهد المواطن العراقي الذي انهال بالضرب على الممثل، مراكز متقدمة في قائمة المشاهدات في وسائل التواصل الاجتماعي، وعنونه متناقلوه ب«الغيرة العراقية»، إذ كان رد الفعل الطبيعي لهذا الرجل الذي فقد والده قبل أيام مؤثرة جعلته يفقد السيطرة على أعصابه. لم تختلف ردود الأفعال في الدول العربية الأخرى، بل كانت رافضة لهذا السلوك المشين، وبين المدافع بقوة والصامت والمراقب تأرجحت ردود الأفعال، فيما تناولت الحلقة الثانية سوء التعامل مع الخادمة، إذ أظهرت ردود الأفعال رفضاً تاماً لهذا السلوك، مما دفع مواطنين إلى الوقوف بجانب الخادمة المعنفة ومحاولة مساعدتها وحمايتها من كفيلتها، بل ودفع مواطنة لبنانية لأن تبلغ الشرطة، فيما عرض مواطن مصري على خادمة معنفة العمل في مطعمه الخاص ليخلصها من أذى السيدة التي تعمل عندها، وكلها ردود أفعال تظهر الجانب الإنساني القوي لدى المواطن العربي. وصدمت الحلقة الثالثة متسوقين في دول عربية، حين تعمد الممثل الذي كان يؤدي دور المتسوق غير المبالي بالموظف المصاب بمتلازمة داون، لينهال عليه بسيل من التعنيف والاستهزاء ورفض وجودة في المركز التجاري، ولاقى هذا المشهد ردود أفعال قوية، ومعظم التدخلات كانت بمساعدة الموظف «المنغولي». لا يزال البرنامج يسجل نسبة مشاهدات مرتفعة جداً، ويواصل مستخدموا مواقع التواصل الاجتماعي تناقله والتعليق عليه بإيجابية، فيما نالت برامج مقالب أخرى تعرض في قنوات فضائية مختلفة سيل من الانتقادات لتكرار الأفكار، وللتركيز على المشاهير، فيما ذهب مشاهدون إلى التأكيد على أن معظم هذه الحلقات متفق عليها ومفبركة. ويدخل برنامج الفنان المصري رامز جلال، الذي اختار له اسم «رامز بيلعب بالنار»، في تنافس مع برامج مماثلة، وتدور أحداثه بأن يتعرض ضيوف البرنامج وهم من المشاهير إلى الاحتجاز داخل إحدى غرف فندق في المغرب بسبب اندلاع النيران، ليخوض الضيف تجربة قاسية قبل أن تنتهي الأحداث بتوجيه سيل من اللكمات والشتائم لبطل البرنامج الذي يحاول جاهداً نيل قبول ورضا الضيف. ولم يختلف برنامج الفنان الكويتي محمد الصيرفي، الذي عنونه ب«أبوالمقالب»، عن برنامجه السابق في رمضان الماضي، فالأسود التي تلاحق الضيوف وتثير الرعب في نفوسهم، إلى جانب ممثل جديد وهي العقرب التي توضع بشكل مفاجئ على كتف الضيف ما يزيد في الحدة والتشويق، كان نسخة مكررة لم تحظى بالمتابعة المتوقع لها. بدأ البرنامجان «رامز بيلعب بالنار» و«أبوالمقالب» بإعلان مشتركين فيهما برفع قضية لما تعرضوا له من إيذاء نفسي وجسدي بعد دخولهم في المقالب، ما أسهم في زيادة عدد المتابعين، ومنهم ما قامت به الإعلامية الكويتية حليمة بولند بعد رفعها دعوة قضائية على الفنان الصيرفي وطاقم عمل برنامجه، وتعرض الفنان رامز جلال للضرب من فنان أميركي شهير أدخل على إثره للمستشفى، وهذه الأخبار المسربة والمعلنة كانت بمثابة الدعاية لهذين البرنامجين، فيما لم يحتج برنامج «الصدمة» إلى كل هذه الدعايات واكتفى بردود أفعال المشاهدين المتأثرة.