توصل علماء اثار الى كشف معلومات لم يسبق لها مثيل حول المدن القديمة التي كانت مخفية في غابة معابد أنغكور في كمبوديا بفضل تقنيات تستخدم أشعة ليزر، كما أعلن أمس فريق من علماء الآثار. وبدأت هذه البحوث منذ سنوات، لكن الاكتشاف الجديد هو أن المعابد والمدن كانت تمتد على مساحات أكبر بكثير مما كان يظن العلماء. وسيكشف عالم الآثار الأسترالي داميان إيفانز خلاصات هذه الدراسة اليوم في لندن. وهي استندت إلى تقنية تستخدم أشعة ليزر وتحلل خاصيات الطيف الضوئي الذي ترسله ويعود. وقال إيفانز: «كان التصور السائد أن المدن الكبرى كانت تحيط بالمعابد، لكننا الآن نراها بدقة عالية وفي أماكن جديدة ولأول مرة». ويضم تجمع «أنغكور وات»، وهو من روائع العمارة العائدة لعهد مملكة الخمير في القرن الثاني عشر، أكثر من مئة معبد، وهو أكثر المواقع جذباً للسياح في جنوب شرقي آسيا، إذ يقصده مئات آلاف الزوار سنوياً. وأنشئ هذا الموقع في عهد الملك سوريافارمان الثاني في ذروة القوة السياسية والعسكرية لهذه الإمبراطورية. وتستند المعلومات الجديدة إلى جزء من عمليات المسح التي أجريت عام 2012 وأكدت وجود مدينة تدعى ماهندرابارفاتا قرب أنغكور وات. وعام 2015 أجريت دراسة أوسع بدأت تتضح فيها مساحات هذه المدن. وجمعت المعلومات بواسطة جهاز ليزر تحمله مروحية. وتبين أن عدداً من المباني المحيطة بالمعابد الشهيرة كانت من الخشب أو القش، وقد تلفت من زمن طويل. وأظهرت تقنية الليزر «مشهداً عمرانياً كاملاً ذا تعقيدات مذهلة» وفق الباحث الذي قال: «منذ عشر سنوات ونحن نمشي هنا ونحلق هنا من دون أن نشاهد شيئاً، بسبب الأشجار». ورصدت تقنية الليزر وجوداً لعدد كبير من المعابد والسدود والبرك التي لم تكن مكتشفة من قبل، وغيرها مما يشهد على حقبة أنغكور.