يحاول خالد اليوسف الذي التحق بالإذاعة السعودية عام 1384ه كمذيع رسمي، بعد بداية البث بفترة قصيرة، أن يستجمع ما تبقى في ذاكرته من أحداث، رصدها طوال سنوات عمله في الإذاعة منذ انطلاقتها، والتلفزيون في بداياته، كاشفاً ل«الحياة» أن حبه لإذاعة «صوت العرب»، كان دافعاً له للانخراط في هذا المجال الذي شده في ذلك الوقت.أولى صعوبات الدخول للمجال الإعلامي وقتئذ، كانت في اختبار المتقدمين الجدد للعمل الإذاعي، إذ وجد أمامه في لجنة الاختبارات الأديب المعروف عباس غزاوي، الذي طالبه بقراءة عناوين الصحف، ولم يجد صعوبة في ذلك - بحسب قوله - إذ إنه درّب نفسه جيداً على قراءتها أكثر من مرة، وعند الانتهاء من اختباره ناداه الغزاوي بلهجته الشعبية المحببة قائلاً: «الولد هذا يجي منه». بعد أيام قليلة من تعيينه مذيعاً، دخل عليه وزير الإعلام السابق جميل الحجيلان وضيفه وزير الإعلام الإيراني، وكان اليوسف على الهواء، ولارتباكه اختلطت الأوراق أمامه، فارتجل بجرأة أهم ما تضمنته، وهو ما أنقذه من مأزق كاد يلقي به خارج الإذاعة. يقول اليوسف: «كانت الإذاعة والتلفزيون وقت بداياتي في مبانٍ أسقفها من «شينكو»، وفي بعض الأيام كنا نسمع صوت المطر وكأنه يهطل فوق رأس المذيع الذي يقرأ النشرة». وقدّم المذيع المتقاعد في الإذاعة الكثير من البرامج التي ارتبطت باسمه، أهمها برنامج «ما يطلبه المستمعون» الذي حوله في فترة قصيرة من برنامج تقليدي إلى برنامج متطور يجد فيه كل مستمع بغيته، ومن المراحل المهمة التي عاصرها في حياته المهنية عمله في تلفزيون الدمام حين أنشئت التلفزيونات الفرعية، فكان أن انتقل إلى محطة تلفزيون الدمام ليكون مذيعها، وكان التحدي صعباً لوجود تلفزيون «أرامكو» في «الشرقية»، ولكنه نجح مع زملاء له في أن يجعل تلفزيون الدمام محط الأنظار في ذلك الوقت: «من أبرز الأمور التي اعتز بها هي أنني كنت أول الإعلاميين الواصلين إلى الكويت بعد التحرير، كما أنني لا أنسى حين ألقيت رسالة تلفزيونية مسجلة من مطار سراييفو في البوسنة، في الوقت الذي كانت الرصاصات الصربية تنهال على حرم المطار».