قال مسؤولون في الأممالمتحدة أن المنظمة الدولية ما زالت بانتظار موافقة الحكومة السورية على دخول قافلة مساعدات إلى مدينة داريا المحاصرة وأنها طلبت الموافقة على إرسال المساعدات جواً إلى أربعة مواقع إذا كانت الطرق البرية غير متاحة. وقالت الأممالمتحدة أن أطفالاً يعانون من سوء التغذية في داريا سيموتون من دون مساعدة خارجية. وقال الناطق باسم الأممالمتحدة أحمد فوزي في مؤتمر صحافي في جنيف أن «منع المساعدات قضية سياسية... بعد داريا 12 كيلومتراً من دمشق، بالتالي فإن التنفيذ ممكن لكننا في حاجة إلى موافقة سياسية من الحكومة». وقال ستيفان دوجاريك الناطق باسم الأممالمتحدة للصحافيين في نيويورك أن داريا واحدة من أربع مناطق قدمت الأممالمتحدة لوزارة الخارجية السورية في شأنها الأحد خطة بديلة لنقل الغذاء إليها عبر جسر جوي إذا لم تتم الموافقة على الوصول إليها براً. وأضاف أن المنظمة الدولية بانتظار موافقة الحكومة. وقال دوجاريك: «الطلب المكتوب تضمن خطة لجسور جوية - وليس عمليات إسقاط جوي - كملاذ أخير إلى داريا ودوما والمعضمية في ريف محافظة دمشق والوعر في محافظة حمص». ولم تسمح دمشق حتى الآن سوى بتسليم مساعدات طبية وإمدادات مدرسية وحليب الأطفال إلى دوما وداريا والمعضمية في جنوب غربي دمشق خلال الشهر الجاري من دون السماح بدخول مساعدات غذائية. ولم يكن الوعر ضمن المناطق التي وافقت الحكومة على إدخال مساعدات إليها في حزيران (يونيو). وأشارت الحكومة السورية في بيان إلى أن الهلال الأحمر العربي السوري سلم سبع شاحنات من الإمدادات الطبية والأغذية وحليب الأطفال للمنطقة في الأول من الشهر. وسمحت الحكومة السورية بوصول أول قافلة مساعدات طبية من الأممالمتحدة إلى داريا منذ أواخر عام 2012 وذلك تحت ضغوط من حليفتها روسيا ودول أخرى من المجموعة الدولية لدعم سورية التي تشرف على عملية السلام. وجلبت القافلة حليب أطفال وإمدادات طبية لإعانة ما يقدر بحوالى أربعة آلاف مدني، وهو ما ساعد الحكومة السورية على عدم تجاوز مهلة لها لتمكين القوافل من إيصال المساعدات في موعد غايته يوم الخميس الماضي وإلا تم إنزال مساعدات جواً. لكن القافلة لم تحمل طعاماً إلى داريا. وكان مسؤولو الأممالمتحدة يأملون بأن يصل الطعام في قافلة مساعدات ثانية يوم الجمعة لكن ذلك أرجئ لعدم موافقة الحكومة. وقال ينس لايركي الناطق باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الحكومة أعطت في وقت لاحق موافقة جزئية على قافلة المساعدات الغذائية. وأردف: «هذا ليس كافياً... سنرجع إلى الحكومة». وتقول المعارضة السورية أن الحكومة وافقت على القافلة الأولى كخديعة لتخفيف الضغوط الدولية. وقالت بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري الأسبوع الماضي أنه ما من أحد جائع في داريا التي قالت أنها تنتج من الفول والبازلاء والمواد الغذائية والتوت البري ما يكفي سورية كلها.