مع حسمها السباق الديموقراطي التمهيدي لانتخابات الرئاسة الأميركية بجمعها 2755 مندوباً وأكثر من 15 مليون صوت في ختام «الثلثاء الكبير» الأخير أول من أمس، باتت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون أقرب امرأة من البيت الأبيض في تاريخ الولاياتالمتحدة. وهي بدأت مفاوضات مع حملة منافسها اليساري السناتور بيرني ساندرز لإقناعه بالانسحاب، فيما عادت حال التمرد بين الجمهوريين ضد مرشحهم المفترض دونالد ترامب بسبب تصريحاته التحريضية ضد الأقليات. كلينتون استوحت في خطاب الفوز ليل الثلثاء - الأربعاء عبارات من «الثورة النسوية» في سبعينات القرن العشرين لتأكيد الأهمية التاريخية لفوزها، وكونها أول امرأة تحصد ترشيح حزب أميركي خلال 227 سنة، وقالت: «لا تدعوا أحداً يزعم أن أميركا غير قادرة على تنفيذ أمور عظيمة يؤكدها التاريخ الذي نكتبه هنا». وعنونت صحيفتا «نيويورك بوست» و»واشنطن بوست» بعبارتي «السيدة الأولى» و»صنعت التاريخ على طريقتها» على التوالي فوق صورة كلينتون، أما صحيفة «نيويورك تايمز» فركزت في افتتاحيتها على إنجاز المرشحة لكن مع الإشارة إلى حاجتها إلى التعاطي مع تحفظات الناخبين الديموقراطيين، خصوصاً الشبان ورأب الصدع قبل المؤتمر الحزبي في 24 تموز (يوليو) المقبل. وهنأ الرئيس باراك أوباما المرشحة كلينتون في اتصال هاتفي تزامن مع توجهه إلى نيويورك للقاء قادة الحزب الديموقراطي ودرس الاستعدادات للانتخابات العامة المقررة في 8 تشرين الثاني (نوفمبر). وسيلتقي ساندرز اليوم وسط جهود مكثفة لإقناعه بالانسحاب من السباق، علماً أن روبي موك مدير حملة كلينتون، وجيف ويفر مدير حملة ساندرز، باشرا اتصالات أمس «لتوحيد الحزب الديموقراطي» والاتفاق على آلية لذلك. ويريد ساندرز تنازلات من كلينتون والحزب الديموقراطي حول جدول أعمال السنوات الأربع المقبلة، وإصلاحات انتخابية ترتبط بدور القيادة في تسمية المرشح والتبرعات المادية. ولدى الجمهوريين يواجه ترامب تمرداً جديداً داخل الحزب بعد إدلائه بتصريحات أهانت الأقلية اللاتينية. وسحب مارك كيرك، السناتور عن ولاية ايلينوي، دعمه لترامب الذي انتقدته معظم أوساط الحزب. وعاد الحديث عن تذكرة مستقلة أو إعادة التصويت في المؤتمر الحزبي وإمكان اختيار مرشح آخر. وحاول رجل الأعمال التغطية على هذه الوقائع في خطاب ألقاه ليل الثلثاء - الأربعاء هاجم فيه هيلاري كلينتون متهماً مؤسسة «كلينتون الخيرية» بتلقي أموال من الخارج. وحاول أيضاً التودد إلى أنصار ساندرز معولاً على إمكان إحداث انشقاقات في الصف الديموقراطي، وحصد دعم بعض الرافضين للتصويت للسيدة الأولى سابقاً. كذلك بدأت حملتا ترامب وكلينتون في البحث عن مرشح أو مرشحة لمنصب نائب الرئيس. ويتصدر لائحة ترامب حاكم ولاية نيو جيرسي، كريس كريستي، والسناتور جيف ساشينز والسناتورة عن ولاية أيوا، جوني إيرنست. أما الاسم الذي يتكرر في لائحة كلينتون فهو السناتور المعتدل عن ولاية فيرجينيا تيم كاين، ونجمة اليسار السناتورة إليزابيت وارن، ووزير العمل توم بيريز. ويختار أي مرشح عادة نائب الرئيس قبل المؤتمر الحزبي الذي يعقده الجمهوريون في 18 تموز (يوليو) والديموقراطيون في 24 من الشهر ذاته.