أنعشت الإجازة الصيفية سوق الأثاث والمفروشات في السعودية، وسجلت المبيعات نمواً كبيراً قدره عاملون في السوق بنحو 60 في المئة مقارنة ببقية أيام السنة، بسبب كثرة الزواجات.وفي الوقت الذي نمت فيه المبيعات تباينت آراء عاملين في سوق الأثاث حول قدرة المصانع المحلية على منافسة إنتاج الأثاث المستورد، وفي حين رأى البعض أن الإنتاج المحلي دخل في منافسة مع المستورد، خصوصاً بعد إدخال تقنيات حديثة في هذه المصانع، رأى آخرون أن مصنعي الأثاث في المملكة لا يعملون وفق مقاييس التصنيع العالمي. وقدر هؤلاء في حديثهم ل «الحياة» حجم سوق المفروشات والأثاث في السعودية بأكثر من 7 بلايين ريال، مشيرين إلى أن صناعة المفروشات والأثاث والديكور في السعودية تشهد رواجاً كبيراً حالياً، نتيجة ارتفاع مبيعاتها، وتحسن قدرتها التنافسية، إلى جانب زيادة القوة الشرائية لدى المستهلك السعودي. وقال النائب التنفيذي لإحدى الشركات المتخصصة في المفروشات يوسف منصور إن «حجم سوق المفروشات والآثاث يبلغ 7 بلايين ريال سنوياً، وزادت المبيعات خلال فترة الصيف ب 60 في المئة، إذ تقوم كثير من الأسر بتحديث بعض أثاث منازلها، كما تكثر حفلات الزواج». وأشار إلى 50 في المئة من الأثاث الموجود بالسوق صناعة محلية، وال 50 في المئة الأخرى هي أثاث مستورد، مشيراً إلى أن الدراسات التي أُجريت في المدن الكبرى أوضحت أن مدينة الرياض تحتوي على ما يزيد على 800 ألف منزل، ومدينة جدة 650 ألف منزل، ويبلغ متوسط معدل شراء الأسرة من الأثاث خمسة آلاف ريال سنوياً. ولفت إلى غياب الدراسات الحقيقية حول حاجة السوق واتجاه الذوق العام، إضافة إلى عدم قيام المستثمرين العقاريين بتنفيذ وحدات مختلفة المساحات، ومراعاة حاجة الأفراد والأسر، إذ لا بد من إنشاء وحدات بمساحات اقتصادية تراعي دخول وحاجات الأسر. وحول أسباب عدم وجود تصنيع محلي للبضائع المستوردة، قال إنها تعود إلى «عدم قدرة المُصنع المحلي على إنتاج كميات كبيرة لخفض الأسعار مقارنة بالمستورد من الصين والهند والدول الأوروبية الأخرى من جانب، ومن جانب آخر فإنه لا توجد لدنيا سوق محلية كبيرة تستوعب هذا الحجم من التصنيع، لأن مزايا السعر المنافس لا يمكن تحقيقها إلا بتصنيع ضخم وواسع، كما أن مصنعي الأثاث المحلي لا يعملون وفق مقاييس التصنيع العالمي». من جهته، أشار المستثمر في مجال المفروشات عبدالله المطوع إلى أن صناعة المفروشات والأثاث والديكور في السعودية تشهد انتعاشاً كبيراً حالياً، بدعم من الإقبال الكبير على منتجاتها وتحسن قدرتها التنافسية، إلى جانب زيادة القوة الشرائية لدى المستهلك السعودي. ولفت إلى أن هناك عوامل عدة أسهمت في رفع الطلب على منتجات صناعة الأثاث والمفروشات في السعودية، أبرزها ارتفاع مستوى النمو الاقتصادي في البلاد، وزيادة متوسط دخل الفرد، وبالتالي ارتفاع المستوى المعيشي، إلى جانب الطفرة العمرانية والنمو السكاني، الأمر الذي انعكس ايجابياً على هذا القطاع. وأكد المطوع أن ارتفاع الطلب على المنتج المحلي من المفروشات والأثاث رفع حدة التنافس بين المنتجين، خصوصاً بعد استقطاب المصانع المحلية لتقنيات متطورة وعالية الأداء، وتوافر الكفاءة التشغيلية، ما سهل من نقل التقنيات المتطورة والعالية الأداء التي تستخدم في مصانع المفروشات العالمية. وأشار إلى أن الدراسات والمسوحات الميدانية التي أجريت العام الماضي، أظهرت أن حجم سوق الأثاث في السعودية يتراوح مابين 4 و 7 بلايين ريال سنوياً، يشكل الإنتاج المحلي 50 في المئة منها، عبر 66 مصنعاً تصل مبيعاتها، وهي موزعة في أربع مناطق، إذ يوجد 42 مصنعاً في المنطقة الوسطى، و11 مصنعاً في المنطقة الغربية، و12 مصنعاً في المنطقة الشرقية، ومصنع واحد في المنطقة الشمالية. ولفت إلى أن مصانع الأثاث السعودية تعول على مواسم الأعياد والإجازات، إذ تعتاد الأسر على تحديث بعض أثاث منازلها، كما تكثر حفلات الزواج في هذه المواسم. من ناحيته، أشار احد العاملين في مراكز بيع الأثاث والمفروشات علي ناصر إلى أن الإقبال على الأثاث والمفروشات يرتفع بمعدل كبير خلال موسم الصيف بسبب كثرة مناسبات الزواجات، موضحاً أن هناك إقبالاً كبيراً على المنتجات المحلية، إضافة إلى المنتجات الصينية التي غزت السوق بشكل كبير، وذلك نتيجة ارتفاع أسعار المنتجات الأوروبية. وأعرب عن اعتقاده بأن المنتجات المحلية أصبحت ذات جودة عالية وتنافس العديد من المنتجات المستوردة سواء كانت الأوروبية أم الصينية.