تخشى الإدارة المحلية وشيوخ عشائر في صلاح الدين من خطط تجري لاقتطاع أجزاء منها وضمها إلى محافظات مجاورة، من خلال استغلال ضعف السلطة والانقسام السياسي فيها، فما زالت تعاني تأثير ما بعد تحريرها من «داعش». وقال الشيخ عمر عبد الرزاق العبدالله، وهو أحد شيوخ عشيرة الجبور ل «الحياة»، إن «هناك مخاوف حقيقية من محاولات لاقتطاع أجزاء مهمة من صلاح الدين وضمها إلى محافظات مجاورة». وأوضح أن «مساعي تجري لاقتطاع أقضية سامراء وبلد والدجيل، جنوب تكريت، وإعلانها محافظة مستقلة، فيما يسعى الأكراد إلى ضم قضاء طوزخورماتو إلى كركوك». واضاف أن «في قضاء الشرقاط الذي ما زال تحت سيطرة داعش، نزاعاً إدارياً حول عائديته منذ سنوات»، وأوضح ان «الشرقاط تابع لصلاح الدين إدارياً ولكن الحكومة أسندت تحريره من داعش إلى قيادة عمليات نينوى التي يسعى مسؤولوها المحليين لضمها إلى الموصل». إلى ذلك، قال رئيس لجنة السياسات الخارجية في مجلس المحافظة سبهان الملا جياد ل «الحياة»، إن «المخاوف موجودة ولكن لا يوجد حديث رسمي بشأنها»، وأكد «أن في المحافظة ممانعة قوية لهذه المساعي»، لافتاً إلى أن «مشكلة ترسيم حدود المحافظات تعانيها البلاد عموماً». وأوضح أن «الحديث عن جعل سامراء محافظة مستقلة يعود إلى سنوات»، محذراً من أن إعلانها محافظة «سيحفز بقية المحافظات للحذو حذوها وسنشهد وجود أكثر من 30 محافظة بدلاً من 18 حالية». وأضاف أن «مجلس المحافظة يحذر من خطورة الأمر، خصوصاً أن صلاح الدين تعيش انسجاماً قومياً وطائفياً منذ سنوات». وفي المحافظة فوضى إدارية وأمنية بعد تحرير غالبية مدنها من «داعش» منتصف العام الماضي، وتسيطر فصائل «الحشد الشعبي» بشكل أساسي على ملفها الأمني، فيما تشهد القوى السياسية فيها صراعات كبيرة. المحافظة خليطاً قومياً وطائفياً حيث يسكن العرب السنة في تكريت، مركز المحافظة، وأقضية سامراء والضلوعية وبيجي والشرقاط، ويقطن سكان أكراد وسنة وشيعة في قضاء طوزخورماتو فيما تعيش غالبية شيعية في مدينتي الدجيل وبلد.