كشف سفير سنغافورة لدى السعودية لورنس أندرسون أن رمضان يعد فترة مميزة لمسلمي بلاده البالغ عددهم 800 ألف مسلم، والمثير للملاحظة أنهم يقومون بأنشطتهم اليومية وكأن شيئاً لم يتغير، بما في ذلك الأنشطة التي تتطلب مجهوداً بدنياً. وأوضح أندرسون ل«الحياة» أمس أنه يتم مراقبة المسلمين في رمضان خصوصاً الذين يقومون بأنشطة مرهقة، مبيناً أن مواعيد العمل لا يتم تغييرها في سنغافورة أثناء رمضان، لكن أرباب العمل يحاولون السماح لزملائهم المسلمين بمغادرة العمل في وقت مناسب للإفطار مع عائلاتهم. ولفت إلى أنه من الشائع تناول الفطور في الخارج نظراً لاتساع وتنوع المتاح من مطاعم المأكولات الحلال، بيد أن لا شيء يفوق تناول وجبة محضرة في المنزل على طاولة عشاء الأسرة، أما في ما يخص الأطعمة، فعادة ما يتم استيراد البلح من الشرق الأوسط ويتم استهلاكه بشكل أكبر خلال رمضان. وبيّن أن شعبية الشاورما والكباب تنامت خلال الأعوام الماضية، وخصوصاً الموجودين عادة في «باسار ملم» أو الأسواق الليلية التي تتنقل من حي إلى آخر خلال رمضان، أو سوق «غايلانغ ساراي» شرق سنغافورة عادة ما يضج بالحياة أكثر خلال الشهر الكريم، مشيراً إلى أنه تم ترميم وإعادة افتتاحه عام 2010، بتصميم مشابه لبيت ال«كامبونغ» ليعكس تراث الملايو. وأضاف السفير السنغافوري أن رمضان المبارك يمثل بؤرة ثقافية محورية للملايو، إذ تقوم الأكشاك ببيع أنواع عدة من التوابل لتحضير أطباق الملايو ومأكولات شرق أوسطية، مبيناً أنه في الأيام الماضية لعيد الفطر (الذي يعرف أيضاً باسم «هاري رايا عيد الفطر» نسبة لأسمه عند الملايو)، تتدفق الحشود على الأكشاك المختلفة التي تبيع الحلوى والكعك والملابس والحلي. وأوضح أن رمضان يعد مناسبة دينية وروحانية لكل المسلمين، ففي سنغافورة يذهب المسلمون لأداء صلاة التراويح في المساجد القريبة لمنازلهم، وفي بعض الأماكن يجتمع الأهالي للصلاة في الساحات الشاغرة حول الأحياء السكنية الحكومية، كما تقوم المساجد بتحضير العصيدة وتوزيعها على المسلمين الموجودين بالحي، ويتوجه المسلمون أيضاً للمساجد أول يوم من شوال لأداء الصلاة. ولفت إلى أن عيد الفطر يعد وقتاً للعائلة، إذ يطلب فيه الأطفال السماح من ذويهم على أي سلوك سيئ بدر منهم، كما يطلب الأقارب من بعضهم البعض السماح حينما يتقابلون، وعادة ما يجتمع أفراد العائلة في بيت أكبر الأفراد سناً أول أيام عيد الفطر، الذي يكون عطلة رسمية، وفي أول أيام عيد الفطر السعيد تقوم الأسر المسلمة بزيارة بعضها في المنزل لتعزيز الترابط بينهم، وعادة ما يتم إعطاء الأطفال ظرفاً صغيراً يحوي مبلغاً من المال. وقال: «على رغم أن العمل يستمر كما هو خلال رمضان في سنغافورة، إلا أنه أصبح وقتاً لجميع السنغافوريين للتقرب من بعضهم البعض، كما يمثل فرصة لغير المسلمين للتعرف أكثر على رمضان وأهميته، إذ إنه ولمدة شهر كامل بدءاً من الرابع من حزيران (يونيو) 2016 يتم دعوة المسلمين وغير المسلمين لزيارة غايلانغ ساراي للاستمتاع بالأجواء الاحتفالية والأنشطة المختلفة والعروض التفاعلية المصحوبة بكتابات تساعد الزائرين على التعرف بشكل أفضل على الحضارات والعادات الدينية المختلفة وتقديرها». وأضاف: «يقوم المسلمون بدعوة أصدقائهم وزملائهم غير المسلمين لزيارة منازلهم خلال الأيام الأولى من شوال، وفي واقع الأمر فإن الكثير من مسلمي سنغافورة يحتفلون بعيد الفطر مع جيرانهم وأصدقائهم من الديانات المختلفة ويتمتعون سوياً بالأطعمة التقليدية والكوية (كعكة مالحة أو حلوة)».