تواصل الميليشيات الانقلابية في اليمن انتهاكاتها ضد الأطفال والمدنيين في محافظة تعز (جنوب غربي اليمن) منذ أكثر من عام ونصف العام، لاقى استنكاراً وشجباً واسعاً بين الأوساط اليمنية. وعبرت شخصيات سياسية ومدنية في تصريحات إلى «الحياة» عن استنكارها لهذه الأعمال الإجرامية التي ترتكبها الميليشيات الحوثية وقوات علي عبدالله صالح في عدد من المحافظات اليمنية، وسط تخاذل المنظمات الدولية والأممالمتحدة للقيام بدورها على أكمل وجه باتخاذ إجراءات قانونية لوقف هذه المجازر والانتهاكات عند حدها. كما أطلقت منظمات حقوقية ومدنية في اليمن بيانات استنكار وإدانة للممارسات التي ترتكبها الميليشيات ضد الطفولة والمدنيين العزل. ودان المركز الإنساني للحقوق والتنمية بتعز عمليات الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أبناء تعز من قتل جماعي للنساء والأطفال من مليشيات صالح والحوثي، وكذلك استمرار الحصار والتحريض ضد أبنائها. كما دان المركز الإنساني استمرار القصف المتعمد والممنهج الذي تمارسه ميليشيات صالح والحوثي بحق المدنيين الأبرياء بتعز من الأطفال والنساء واستهداف الأحياء السكنية ومحال تجمعات المدنيين والأسواق التجارية بأنواع الأسلحة الثقيلة، الذي سقط على إثره الجمعة الماضية 17 قتيلاً، ونحو 60 جريحاً. أرقام مرعبة وعن حصيلة الضحايا والجرائم التي ترتكبها الميليشيات، أشار المحامي رئيس منظمة فلذات للطفولة بتعز نجيب قحطان إلى أن «وقائع الإجرام والانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات الانقلابية ضد الأطفال في محافظة تعز منذ العام الماضي، فلا يزال القتل يحصد أرواح الأطفال البريئة من دون ذنب لهم في الحرب العبثية التي تطاول تعز وأهلها منذ عام ونصف العام». وأضاف قحطان في تصريح إلى «الحياة» أن عدد القتلى من الأطفال بلغ منذ بداية الحرب حتى اليوم 405 أطفال، وعدد الجرحى 1083 طفلاً، أي أن عدد أطفال تعز القتلى والجرحى نحو 1487 من إجمالي عددهم البالغ حوالى 2310 ما بين قتيل وجريح من الأطفال على مستوى اليمن». وناشد قحطان في تصريحه المنظمات العالمية، وبخاصة المهتمة بالطفولة، بعدم الاكتفاء بنشر التقارير والرصد والتوثيق، بل بتقديم المساعدة الحقيقية العاجلة التي يلمسها الطفل تخفيفاً مما أصابهم طوال عام كامل من الحرب. تجنيد الأطفال من جانبه، أكد علي باقطيان المدير التنفيذي لمنظمة التنمية الإنسانية (متن) في حديث مع «الحياة» أن مدينة تعز ظلت تحت الحصار الحوثي لسنة ونصف السنة، تدك فيها منازل المدنيين ويسقط العشرات منهم، تحت صمت مطبق لمنظمات الأممالمتحدة. واستنكر باقطيان، إدانة الأممالمتحدة للتحالف العربي بقيادة السعودية بسقوط أطفال نتيجة عملياتها العسكرية باليمن، متناسية أن 70 في المئة تقريباً من الأطفال الذين تجندهم ميليشيات الحوثي وصالح لم تتجاوز أعمارهم 18 عاماً، مضيفاً أن المسؤول الأول عن تلك المجازر أو الانتهاكات هم الانقلابيون سواء من خلال الحصار الخانق والقصف على بيوت المدنيين الآمنين أو من خلال تجنيد الأطفال واستغلالهم في الحرب لتحقيق أهدافهم ومواصلة انقلابهم. عرقلة عملية السلام من جانبه، قال السياسي اليمني، عضو مؤتمر الحوار الوطني الشيخ صلاح باتيس في تصريح إلى «الحياة» أن الميليشيات المسلحة الخارجة عن الشرعية في اليمن سواء «الحوثية» أو «القاعدة» أو «داعش» مدعومة من علي عبدالله صالح وإيران، تقتل وتنتهك وتدمر كل منهم بطريقته التي يعتقد أنها ستحقق له أهدافه التي يريد أن يفرضها على شعبنا اليمني الأصيل بالقوة، والفائدة التي يتوهم علي صالح بأن يجنيها من دعمه لهم هي الانتقام والحقد على هذا الشعب الذي أسقط نظامه الذي كبت أنفاس اليمنيين لأكثر من 33 عاماً. وأضاف باتيس أن الشعب اليمني ورئيسه وحكومته الشرعية وجيشه الوطني ومقاومته الشعبية بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية ينتصر يوماً بعد يوم ومن محافظة إلى أخرى على هذه المليشيات والجماعات الإرهابية ومن يدعمها، ونسعى جاهدين لبناء مؤسسات الدولة التي دمروها في المناطق المحررة وبسط نفوذها وتطبيع حياة الناس والوقت ذاته الاستعداد لتحرير العاصمة صنعاء وبقية محافظات اليمن التي مازالت تحت سيطرة المتمردين أو أي جماعة مسلحة خارج السلطة الشرعية. وعن الهدنة التي اخترقها الحوثيون قال باتيس أن المتمردون لم يلتزموا بها وخرقوها منذ اللحظة الأولى، بينما التحالف العربي والجيش الوطني والمقاومة الشعبية ملتزمون، وهذا الذي جعل المتمردين يرتكبون المجازر في تعز لأنهم لم يجدوا من يردعهم أو يقصف تعزيزاتهم التي لم تتوقف. ووصف باتيس الدور الذي تقوم به الأممالمتحدة في اليمن بالمشبوه وليس الحيادي مطلقاً وإلا لما صمتوا عن انتهاكات الحوثي وصالح وعرقلتهم المستمرة لجهود السلام وإفشال كل جولات المشاورات لتطبيق القرار الأممي 2216.