أطلع العراقالقاهرة أمس على تفاصيل عملية الفلوجة من خلال وفد رفيع يضم وزير الخارجية إبراهيم الجعفري ورئيس ديوان الوقف السني عبداللطيف الهميم، وكانت القاهرة تحفظت على مشاركة قوات «الحشد الشعبي» في العملية. ورفض الأزهر في بيان أخيراً «استغلال الحرب على الإرهاب لارتكاب أعمال عنف وتصفية بحق المدنيين من طرف المليشيات» مضيفاً أنه «يتابع بقلق بالغ ما تتعرض له مدينة الفلوجة العراقية نتيجة احتلال تنظيم داعش الإرهابي لها من جانب والحصار والقصف العشوائي عليها من جانب آخر». وأكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن مصر تقدر خطورة ما يمر به العراق من مواجهات ضد قوى التطرف والإرهاب، وشدد على ضرورة تفويت الفرصة على أية محاولات لبث الفرقة والانقسام بين أبناء الشعب العراقي من مختلف المذاهب والأعراق إعلاءً لمصلحة الوطن وقيمة المواطنة. وأشار إلى أهمية مراعاة المدنيين أثناء عملية تطهير المدن العراقية وتحريرها من قبضة الإرهاب. وكان السيسي استقبل أمس الجعفري بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري والسفير العراقي في القاهرة ضياء الدباس. وصرح الناطق باسم الرئاسة السفير علاء يوسف بأن الرئيس السيسي أكد خلال اللقاء موقف مصر الداعم وحدة وسيادة العراق على كامل أراضيه، وحرصها على مساندة كل الجهود الرامية إلى استعادة الأمن والاستقرار في العراق في مواجهة التحديات الراهنة. وأضاف المتحدث الرسمي أن وزير الخارجية العراقي نقل للرئيس تحيات وتقدير الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي، مؤكداً متانة وعمق العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، وأهمية العمل على دفع وتطوير مختلف مجالات التعاون الثنائي. وسلم الجعفري رسالة من رئيس وزراء العراق حيدر العبادي، تناولت التأكيد على عمق علاقات الأخوة والصداقة التي تجمع بين البلدين، وكذلك جهود القوات المسلحة العراقية من أجل مكافحة الإرهاب وتحرير المدن العراقية من قبضة تنظيم داعش الذي يستخدم المدنيين دروعاً بشرية، فضلاً عما عكسته تلك الجهود من مساهمة أطياف الشعب العراقي كافة في مواجهة الإرهاب. وأعرب وزير الخارجية العراقي عن خالص تقديره لما تبذله مصر من جهود من أجل دعم استقرار العراق وتعزيز الجهود الرامية لاحتواء الأزمات الراهنة في المنطقة، مشيداً بدور مصر المحوري وكونها ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في العالم العربي، وداعمة وحدة الصف والتضامن العربي، فضلاً عن دورها الفاعل في مكافحة الإرهاب ومواجهة التنظيمات الإرهابية، إضافة إلى ما تشهده من عملية بناء وتنمية شاملة تعد نموذجاً يحتذى به. واستعرض الوزير العراقي ورئيس ديوان الوقف السني تطورات الأوضاع الداخلية على الساحة العراقية على الصعيدين السياسي والأمني، فضلاً عن الجهود الجارية لمكافحة الإرهاب ومواجهة تنظيم داعش بما يُمَكن المواطنين العراقيين سواء من النازحين أو اللاجئين من العودة إلى مُدنهم. ولفت المسؤولان العراقيان إلى ما تثيره الآلة الإعلامية للتنظيم من صورة غير حقيقية عن عملية تحرير المُدن العراقية لبث بذور الانقسام والفتنة بين الأشقاء، وأكدا وقوف جميع العراقيين صفاً واحداً في مواجهة الإرهاب. كما أكدا أهمية الدور الذي يقوم به الأزهر الشريف في مكافحة الفكر المتطرف باعتباره مؤسسة كبرى تحظى باحترام العالم الإسلامي بأسره. وأكد الرئيس خلال اللقاء ترحيب مصر بالعمل على تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات دعماً للعراق الشقيق، متمنياً للشعب العراقي تحقيق الأمن والاستقرار والتقدم حتى يعود العراق أفضل مما كان. وطلب الرئيس نقل تحياته لشعب العراق الشقيق، مؤكداً أهمية وحدة الصف والتكاتف الوطني وتنحية أي اختلافات مذهبية أو طائفية إعلاءً للمصلحة الوطنية ولقيمة المواطنة.