في خطوة تستبق أي محاولة شعبية لاستثمار ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم في بغداد من خلال مواكب الزوار، طالبت قيادة عمليات بغداد الزوار بعدم حمل صور المسؤولين السياسيين أو رجال الدين أثناء الزيارة. ويحيي العراقيون في 15 رجب من كل عام ذكرى وفاة الإمام السابع لدى الشيعة الإمامية، خصوصاً بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003. وتشهد مدينتا بغداد وكربلاء انتشاراً أمنياً كثيفاً ونشر نقاط تفتيش، استعداداً لتوافد مئات آلاف الزوار على المواقع الدينية الشيعية لإحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم، وسط توقعات بأن تشهد العاصمة تظاهرات خلال المناسبة، ضد حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي. وكشفت محافظة بغداد وقيادة عمليات بغداد أمس، الخطوط العامة للخطة الأمنية التي ستُطبق في بغداد أثناء إحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم الثلثاء المقبل. وقال محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة الكاظمية أمس أن «الخطة الأمنية الشاملة لإحياء وفاة الإمام الكاظم وضعت بالتنسيق بين وزارة الدفاع والداخلية ووزارات النقل والتجارة والصحة». وأوضح أن «الخطة الأمنية تتضمن منع مواكب المسؤولين من الدخول إلى مدينة الكاظمية في يوم الزيارة، والسماح لثلاث سيارات لكل مسؤول بالدخول إلى المدنية قبل يوم الزيارة». وأشار عبد الرزاق إلى أن «وزارة النقل خصصت 420 حافلة لنقل الزوار إلى مدينة الكاظمية، فيما خصصت وزارة التجارة 300 شاحنة لنقل الزوار، ومحافظة بغداد خصصت مئة حافلة للغرض ذاته». ولفت إلى «تأمين محيط الإمام الكاظم في شكل كامل، ونصب كاميرات مراقبة في شوارع العاصمة، وستتابع غرفة العمليات المشتركة ما يدور على الأرض». و قال الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا خلال المؤتمر إن «قيادة عمليات بغداد اتخذت كل الإجراءات الأمنية في قواطع المسؤوليات»، مشيراً إلى أن «التعليمات صدرت بإغلاق عدد من الشوارع أمام حركة السير، واقتصار الدخول إلى مدينة الكاظمية على جسر الأئمة والخروج من المدينة على جسر 14 تموز». وأوضح أن «قيادة عمليات بغداد تناشد الزوار سلوك الطرق المؤمنة وعدم السير في الطرق والشوارع غير المخصصة لخط سيرهم»، مشيراً الى أن «التعليمات الصادرة من أجهزة الأمن تهيب بالمواطنين عدم حمل صور المسؤولين والشخصيات السياسية والدينية أثناء الزيارة». ويتعرض الزوار المتوافدون سيراً على الأقدام الى المدن الدينية في المناسبات الدينية وغالبيتهم من الشيعة، إلى أعمال عنف بسيارات مفخخة أو بانتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة مستغلين سير الزوار مسافات طويلة في الطرق والشوارع العامة حيث لا تستطيع أجهزة الأمن من حمايتها كلها. إلى ذلك، قال ل «الحياة» مصدر أمني رفيع المستوى فضل عدم الإشارة إلى اسمه إن «الاستعدادات الأمنية هذه المرة تختلف تماماً عما كانت عليه سابقاً، خشية أن تتحول تلك المسيرة الراجلة إلى تظاهرات للتنديد بالحكومة». ورأى المصدر أن «قيادة عمليات بغداد في جانبي الكرخ والرصافة ستخضع إلى امتحان صعب خلال تنفيذ بنود الخطة الأمنية الخاصة بذكرى الإمام الكاظم»، مشيراً الى «تحديد أماكن المواكب التي تضطلع بمهمة تقديم الخدمات التي يحتاج اليها الزوار. وسيشارك حوالى 30 ألف عنصر أمني وعسكري في الخطة، فضلاً عن تأمين الغطاء الجوي اللازم للسيطرة على أطراف العاصمة، خصوصاً المناطق الرخوة. وأشار إلى «الإيعاز إلى القيادات المشرفة على التقاطعات الأمنية التسعة في محافظة بغداد إلى التعامل بروية وحزم في حال تحولت المناسبة إلى تظاهرات شعبية على غرار ما حصل في محافظات البصرة والناصرية والنجف وبغداد احتجاجاً على أزمة الكهرباء». وأضاف أن «لدينا معلومات عن أن بعض الأطراف السياسية قد يحاول توظيف هذه المناسبة لإشاعة الفوضى وزعزعة الأمن على خلفية الفراغ السياسي الحالي في غياب تشكيل حكومة جديدة، ولا سيما بعد تحديد ضوابط رسمية لتنظيم التظاهرات تفرض الحصول على موافقات رسمية من محافظة بغداد». وقال مدير الإعلام في قيادة الشرطة الرائد علاء عبدالعباس ل«الحياة»: «نشرنا آلاف العناصر الأمنية في محيط المدينة القديمة وخارجها استعداداً لزيارة شهر رجب التي يحييها مئات آلاف الزوار من المحافظات العراقية كافة، إضافة إلى الزوار العرب والأجانب». إلى ذلك، أعلن وزير الصحة صالح الحسناوي أن الوزارة استكملت كل المستلزمات الطبية التي تسهم في إنجاح الزيارة المليونية التي ستشهدها مدينة الكاظمية». وأضاف أن «وزارة الصحة تعمل الآن على نصب فرق صحية ثابتة، إضافة إلى فرق أخرى جوالة تنتقل بين وفود الزوار إلى الكاظمية».