أوعز رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى وزارة الداخلية بتشكيل سرية خاصة من قيادة الشرطة في ذي قار لحماية موقع اثري ، بعدما اعلنت اللجنة المشكلة للتحقيق في سرقة موقع تل جوخا أن قلة الحرس وعدم وجود سور حول الموقع كان سبب السرقة. وقال مدير الآثار في ذي قار عامر عبد الرزاق في اتصال هاتفي مع «الحياة» ان «قيادة الشرطة اكدت أنها سوف ترسل سرية خاصة للمرابطة وحماية موقع تل جوخا الأثري بعد تلقيها اوامر عليا». وأضاف ان هناك «توجيهاً صادراً من وزير الداخلية بأمر من المالكي لحماية الموقع وإعطائه الأهمية التي يستحقها». ولفت الى ان «موقع جوخا يقع غرب مدينة الرفاعي، وتعرض لسرقات متواصلة وهو من دون حماية». وأشار الى ان «المالكي اولى اهمية كبيرة للموضوع». وكان موقع تل جوخا تعرض لعمليات نهب وسرقة متكررة آخرها قبل شهرين، ما استدعى تشكيل لجنة للتحقيق في عمليات السرقة. وأعلن نائب رئيس اللجنة جميل يوسف شبيب ان «التحقيقات الأولية بينت وجود حارس واحد يتولى الاهتمام بمساحة محيطها 9 كيلومترات، علماً ان عدد حراس الآثار في المحافظة 98 حارساً فقط يتوزعون على اكثر من 1200 موقع ، فضلاً عن ضعف امكانات المراقبة «. وأضاف «شكلنا مع مفتشية الآثار في ذي قار لجنة تحقيق في عملية النهب المتتالية لتل جوخا ( 80 كم شمال الناصرية) بعد ان تعرض لعملية نهب مبرمجة». وأوضح انه «خلال عام 2003 أنهت القوات البريطانية تدريب اكثر من200 عنصر لحماية الآثاروتقديم الدعم لهم إذ تمكنوا من كشف اكثر من 73حالة نهب الا ان قلة الدعم ادت الى تحويلهم الى مهمات اخرى ما فتح المجال امام المهربين ولصوص الآثار». ولفت الى ان «مديرية الآثار عزت عمليات النهب والسرقة إلى عدم وجود اسوار حامية ، عدا سور منطقة اور» ( 18 كم جنوب الناصرية). وقال الخبير عبد الأمير الحمداني إن» تل جوخا يمثل عاصمة دولة اوما التاريخية التي كونت اكبر إمبراطورية سومرية في عصر الملك لوكال ساركيزي وأسست عام 2550 قبل الميلاد». وأضاف «كانت قد ظهرت في هذه الإمبراطورية مكتبات من الرقم الطينية في مجالات الاقتصاد والسياسة والقضاء». يذكران مكتب الجمارك اللبنانية اعلن في 31 تشرين أول (أكتوبر)2008 القبض على سوري الجنسية في حوزته 118 قطعة اثرية مختلفة، وأكد مدير معهد الشرق الأوسط القديم في جامعة شيكاغو البروفسور برتران لافون حينها إن القطع التي عثر عليها تعود إلى مدينة «أُوما» السومرية الواقعة في جنوب العراق، وتُعرف اليوم باسم تل جوخا وتعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد.