أفادت مصادر من داخل «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) بأن المنظمة قد تقرّ خلال اجتماعها أمس رفع سقف إنتاجها إلى 31.5 مليون برميل يومياً، في ما يبدو أنه إقرار عملي بالإنتاج القائم. ولم يتضح ما إذا كان السقف الجديد يشمل إندونيسيا العائدة إلى عضوية المنظمة. وفي أول ردة فعل من الأسواق تراجع خام «برنت» أكثر من دولار. ويأتي قرار المنظمة على رغم الثمن الباهظ لهذه الإستراتيجية الذي تدفعه الدول الصغيرة المتضررة من تراجع الأسعار. وعلى رغم دعوة عدد متزايد من دول «أوبك» وعلى رأسها فنزويلا الى خفض الإنتاج لتحسين الأسعار، استبعد محللون موافقة الدول الخليجية على ذلك. وأعلن وزير النفط السعودي، علي النعيمي، أن الطلب العالمي المتنامي قادر على استيعاب القفزة المتوقعة في الإنتاج الإيراني العام المقبل، وتوقع إجتماعاً سهلاً للمنظمة، موضحاً أن السوق مفتوحة أمام الجميع. بدوره، توقع وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه أن تمدّد «أوبك» العمل بسياسات الإنتاج الحالية. وقال إن طهران ليست مستعدة لمناقشة حصص «أوبك» أو أي إجراء آخر، إلا بعدما تصل بإنتاج النفط إلى مستويات ما قبل العقوبات. وقال وزير النفط العراقي عادل عبد المهدي إن بلاده سترفع الإنتاج بدرجة أكبر العام المقبل، بعدما زادته بقوة خلال العام الحالي، مضيفاً أن من حق إيران زيادة الإنتاج بعد رفع العقوبات الغربية المفروضة عليها. كذلك، أكد وزير النفط الفنزويلي إيولوخيو ديل بينو، إن بلاده ستدعو إلى خفض إنتاج نفط «أوبك» 5 في المئة، خلال اجتماع المنظمة في فيينا في وقت لاحق اليوم. وجدد اقتراح الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أمس خفضاً بهذه النسبة. وقال إن فنزويلا ليست الوحيدة القلقة إزاء تراجع أسعار النفط خلال السنة الماضية إلى نحو 45 دولاراً للبرميل، مقتربة من أدنى مستوياتها في نحو سبع سنوات. وشدد وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي، على ضرورة تعاون «أوبك» مع الدول غير الأعضاء، مشيراً إلى أن المنظمة ترحّب بمثل تلك المناقشات، ولكن سوق النفط هي التي ستحدّد متى تتوازن. وقال «استدامة المعروض النفطي مبعث قلق أهم من المخاوف في شأن الأسعار». في سياق متصل، قال الناطق باسم الكرملين، دميتري بسكوف، إن روسيا تتبادل المعلومات مع أعضاء «أوبك»، ولكن لا توجد إجراءات منسقة حتى الآن. وقال وزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك: «قلنا مرات إننا لا نعتبر أن من المناسب خفض حجم إنتاجنا لان الظروف لم تعد ذاتها بالنسبة لنا، الظروف المناخية وظروف الإنتاج». وقال المحلل في مجموعة «غين كابيتال تريدينغ غروب»، فؤاد رزاق زاده: «مع اندونيسيا التي ستعود الى أوبك والانتاج الاضافي من ايران، يصعب التفكير في سبب لتخلي السعودية واعضاء مهمين آخرين عن حصص في السوق بذلوا جهوداً شاقة للابقاء عليها العام الماضي». وانخفضت العقود الآجلة لخام «برنت» لأقرب استحقاق إلى 43.06 دولار للبرميل من 44.69 دولار. وهبطت عقود الخام الأميركي 1.03 دولار إلى 40.05 دولار للبرميل من 41.76 دولار. لكن قبل بدء اجتماع «أوبك» شهدت أسعار النفط تعاملات متقلبة وارتفعت عقود «برنت» 29 سنتاً إلى 44.13 دولار للبرميل كما زادت العقود الآجلة للخام الأميركي 28 سنتاً إلى 41.36 دولار.