يقدم المبعوث الخاص إلى سورية ستيفان دي مستورا إحاطة إلى مجلس الأمن اليوم في جلسة ستخصص لبحث الوضع الإنساني وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في سورية، في وقت لا تزال الأممالمتحدة تدرس إمكان إسقاط المساعدات جواً على المناطق المحاصرة. لكن مساعد موفد الأممالمتحدة الخاص إلى سورية رمزي عز الدين رمزي قال أن إلقاء مساعدات جواً على مناطق محاصرة في سورية «ليس وشيكاً». وقال للصحافيين بعد اجتماع مجموعة العمل الخاصة بالمساعدات الإنسانية: «طالما أن برنامج الأغذية العالمي لم ينجز بعد خططه، لا أعتقد أنه سيكون هناك شيء وشيك لكنني أعتقد أن العملية التي ستؤدي إلى إلقاء مساعدات قد بدأت» فيما تمارس لندن وباريس ضغوطاً على الأممالمتحدة من أجل تدخل سريع. وكان السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر قال بعيد تسلمه رئاسة المجلس الأربعاء، أن دي مستورا سيقدم إحاطته إلى جانب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين، مشيراً إلى «القلق العام في المجلس حيال التدهور الخطير للوضع الإنساني، رغم التزام مجموعة الدعم الدولية لسورية إيصال المساعدات». وقال ديلاتر أن الوضع خصوصاً في حلب «مزرٍ، وهي مدينة تحولت رمزاً لمعاناة الشعب السوري، في ظل استمرار انتهاكات وقف الأعمال القتالية في شكل متكرر». وشدد ديلاتر على إيصال المساعدات «التي يواصل النظام عرقلة تسليمها إلى البلدات المحاصرة وبينها داريا والمعضمية» جنوب غربي دمشق، وهذا «لا يجب أن يعد تنازلاً منه بل تقيداً بواجباته بموجب القانون الدولي». ودعا ديلاتر «النظام السوري وحليفيه روسيا وإيران إلى احترام الهدنة والسماح بوصول المواد الإغاثية إلى كل المناطق الخاضعة للحصار». وقال أن بحث إلقاء المساعدات من الجو يزداد حضوراً بعد «انتهاء المهلة» المتعلقة بإيصال المساعدات براً، وفق ما حددها بيان المؤتمر الوزاري ل «المجموعة الدولية لدعم سورية» في فيينا الأخير. وأضاف: «نعتمد خصوصاً على شركائنا الروس، وآخرين، لإقناع نظام (الرئيس بشار) الأسد بتأمين وصول كامل للمساعدات إلى المناطق المحاصرة، ويجب أن نتذكر أننا لم نصل بعد إلى الوقف الكامل للأعمال القتالية». وقال السفير البريطاني ماثيو ريكروفت أن «مهلة الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية انتهت الأربعاء، ويجب أن نضغط في اتجاه ما اتفقت عليه مجموعة الدعم الدولية لسورية في شأن إلقاء المساعدات من الجو». وأردف أن جلسة الجمعة «ستكون فرصة للاستماع إلى التقويم الرسمي للأمم المتحدة حول الخطط المتعلقة بإلقاء المساعدات من الجو». وكان وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي اقترح بحث إقامة جسر جوي وإلقاء المساعدات جواً في المؤتمر الوزاري ل «المجموعة الدولية، قال أن الحكومة السورية سمحت «في شكل يدعو إلى السخرية بدخول كميات محدودة من المساعدات» إلى المنطقتين المحاصرتين، لكنها لم تسمح بإيصال مساعدات على نطاق واسع كما يدعو المجتمع الدولي. وقال هاموند في بيان: «رغم أن إسقاط (المساعدات) جواً أمر معقد ومكلف وينطوي على أخطار إلا أنه الملاذ الأخير حالياً لتخفيف معاناة الناس في الكثير من المناطق المحاصرة». ودعت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء برنامج الأغذية العالمي إلى المضي قدماً في خططه لإسقاط مساعدات إنسانية جواً على مناطق محاصرة. وقالت أن تسليم المساعدات براً لا يكفي لمساعدة من تقطعت بهم السبل في الحرب الأهلية. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي أن بعض المساعدات سلمت براً لمنطقتين سوريتين يوم الأربعاء، لكن وتيرة التسليم «ليست كافية على الإطلاق» لتوفير المساعدة المطلوبة لمئات الآلاف من أبناء الشعب السوري. وتابع كيربي: «الولاياتالمتحدة تدعم برنامج الأغذية العالمي للمضي قدماً في خططه لتنفيذ عمليات جوية لتقديم مساعدات إضافية».