تراجع زخم اندفاعة القوات العراقية في اتجاه وسط الفلوجة لتحريرها من سيطرة «داعش»، وتركزت جهودها على تحرير محيطها، خصوصاً بلدة الصقلاوية. وعزت حركة «عصائب أهل الحق»، وهي أحد فصائل «الحشد الشعبي»، «الإنجازات» المتحققة في المعارك إلى التنسيق «العالي» بين الأهالي وقوات الأمن، مؤكدة أن اقتحام مركز المدينة «لن يكون سهلاً». في المقابل، أعلن وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، خلال زيارته استوكهولم، أن «المستشارين» لن يغادروا العراق «إلا بطلب من الحكومة»، وأن طهران «ستستمر في مساعدة بغداد على محاربة الإرهاب ما دامت تريدنا أن نساعدها». وعزا مسؤولون تراجع وتيرة العمليات العسكرية لتحرير الفلوجة إلى فشل خطط لإجلاء السكان من المدينة. واقتصرت المعارك على محيطها لاستكمال تطهيرها من عناصر «داعش» في أطراف الصقلاوية والسجر. وأفاد مصدر أمني «الحياة»، بأن «احتدام المعارك في هاتين المنطقتين أدى الى عرقلة عملية الإجلاء عبر الممرات الآمنة التي فتحت، بالتنسيق مع لجنة مدنية من الأنبار». وقال القيادي في «الحشد الشعبي» أبو محمد الكعبي في اتصال مع «الحياة» من أطراف الفلوجة، إن «ممرات إجلاء العائلات اقتصرت على منفذين، الأول في اتجاه بلدة السجر، عبر طرق ريفية ويتم إرسال النازحين إلى مخيم الخالدية، شمال المدينة، والممر الثاني في اتجاه الحلابسة، جنوب الصقلاوية، ومن ينجح في الوصول إلى القوات الأمنية يتم إخلاؤه إلى مخيم عامرية الفلوجة، جنوباً». وأكد أن «أكثر من 5 آلاف مدني نجحوا في الفرار من المناطق التي يسيطر عليها داعش الإرهابي، من داخل الفلوجة ومحيطها». وتصاعد القلق الدولي على مصير حوالى خمسين ألف مدني ما زالوا عالقين داخل الفلوجة، واتخذ منهم التنظيم دروعاً بشرية، ويحصي عددهم يومياً. وقد نشر مجموعة من القناصة على الطرق المؤدية إلى الممرات الآمنة، ما دفع الحكومة إلى إعادة النظر في خططها لاقتحام المنطقة، على رغم النجاح الذي حققته قوات مكافحة الإرهاب في المحور الجنوبي، وهو الأقل كثافة سكانية. وطالب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش الحكومة أمس، بأن «لا تَدّخِرَ جهداً لمنع وقوع انتهاكات واعتماد تدابير أكثر فعالية لحماية المدنيين». وأعرب عن أسفهِ «لاستمرارِ فقدِ الأرواح، تحديداً في صفوف المدنيين المسالمين»، مشيداً ب «قدرة الشعب العراقي على الصمود» وحض «كل الأطراف على بذل المزيد من الجهد لحماية الأرواح وضمان سلامة البنية التحتية في الفلوجة، وفقا لمبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان»، لافتاً إلى أنه «ينبغي أن لا يدفع المدنيون الأبرياء ثمن الجرائم التي ارتكبها داعش». إلى ذلك، قال الناطق باسم «عصائب أهل الحق» جواد الطليباوي، إن «سر الانتصار هو التنسيق العالي بين الأهالي والقوات الأمنية والحشد الشعبي»، مشيراً إلى أن «الكثير من أبناء الشعب العراقي يريدون تحرير أراضيهم، ما جعلهم يمدوننا بالمعلومات». وأضاف أن «بعضهم يعلمنا أين توجد العبوات والطرق المفخخة»، مؤكداً أن «كل تلك الأمور تمت من خلال غرفة عمليات مشتركة». وتابع أن «اقتحام مركز الفلوجة لن يكون سهلاً، ونتوقع أن تكون هناك حرب شوارع خلال عملية الاقتحام وهي معارك خطرة جداً، تحتاج الى قوات مدربة ومهارات قتالية عالية». من جهة أخرى، أعلن قائد «عمليات الجزيرة» اللواء قاسم المحمدي أمس، فتح الطريق الرابط بين قضاء حديثة والرمادي أمام المدنيين.