وصفت الندوة العلمية الدولية التي نظمتها الهيئة العالمية للمساجد التابعة لرابطة العالم الإسلامي، بالتعاون مع الفيديرالية العامة لمسلمي فرنسا، ومعهد ابن سينا للعلوم الإنسانية الفرنسي في ستراسبورغ مساء أول من أمس (الثلثاء) بعنوان «مبادرات وتجارب عالمية في مواجهة الإرهاب» دور المملكة في تجربة المناصحة، وبرنامج السكينة، وبرنامج فطن ب«النموذج الذي يمكن الاستفادة منه واعتباره أرضية العمل في أوروبا لحماية الناشئة من الانحراف والإجرام والتطرف والغلو». وناقشت الندوة بحضور كل من: الأمين العام للرابطة الدكتور عبدالله التركي، وعمدة مدينة ستراسبورغ ريمي ميزو، ونائب رئيس البرلمان الأوروبي جيل بارينو، وأعضاء من البرلمان الفرنسي بضاحية كليشي الفرنسية - بحسب وكالة الأنباء السعودية - ظاهرة التطرف والعنف وعدائها للإنسانية، مشددة على أنه «لا بد من التصدي لكل أشكال الإرهاب والعنف». وقدّم مستشار الأمين العام لشؤون الهيئات والمؤسسات المستقلة بالرابطة الدكتور عبدالله العبيد، بحثًا تحدث فيه عن جهود المملكة في هذا المجال، مع بيان التجارب العلمية في مكافحة الغلو والتطرف، مستشهداً بعدد من البرامج والأفكار والأطروحات في مركز الأمير محمد بن نايف لمكافحة الإرهاب، وبرنامج فطن الذي تبنته وزارة التعليم لحماية الناشئة من الانحراف والتطرف والغلو، مبيناً أن الجهود جميعها تستثمر جميع العناصر الأساسية من المدرسة إلى الأسرة إلى الإعلام. وأشار الأمين العام للهيئة العالمية للمساجد الدكتور أحمد باهمام، في ورقة عمل بهذه المناسبة إلى دور خطب الحرمين الشريفين في مواجهة الغلو والتطرف، مشدداً على مكانة الحرمين ودورهما الريادي في نشر التسامح والمحبة بين ملايين المسلمين. من جانبه، تناول ممثل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ عبدالمجيد العمري، جهود الوزارة في نشر الوسطية ونبذ الغلو والتطرف داخل المملكة. وأوضح أن «جهود الوزارة في الداخل والخارج تبرز في العمل المباشر والإسهام في تنظيم الندوات والمؤتمرات لبيان سماحة الإسلام والتعريف بالقيم الإسلامية، وتصحيح الصورة الذهنية المغلوطة عنه في الخارج، وطباعة الكتب وترجمتها، وإقامة الدورات العلمية والملتقيات الدعوية المتخصصة للأئمة والدعاة، والتعاون مع وزارات الشؤون الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي، والمشيخات والمجالس الإسلامية في الخارج»، مقدماً «تعريفاً بأبرز البرامج في الوزارة، وهو برنامج السكينة ودوره في مواجهة التطرف والغلو وحماية الشباب عبر العالم الافتراضي، دحضاً للشبهات وبياناً للحق». وشددت الندوة في بيانها الختامي على ضرورة «الاستفادة من التجارب والمراجعات الفكرية والتأصيلية التي قامت المملكة بها لبعض جماعات الغلو»، داعية إلى «عقد عدد من الندوات في أوروبا الشرقية والبرازيل والدول الإسكندنافية والبرلمان الأوروبي للتنسيق والتعاون في مكافحة التطرف والإرهاب في أوروبا». وأكدت، على الوفاء بالعهد واحترام العقود ونشر ثقافة التسامح والتعايش بين مكونات المجتمع الأوروبي، ودعوة المسلمين إلى المشاركة الإيجابية والمواطنة الصالحة، ورفض أشكال التطرف والعنف اللفظي والمعنوي والمادي والتصدي لكل أشكال ومظاهر العنصرية والتمييز والعداء للسامية والإسلام.