سيول، نيويورك – أ ب، رويترز، أ ف ب – أصدر القضاء في سيول أمس، حكماً بسجن جاسوسين كوريين شماليين 10 سنوات، حاولا اغتيال هوانغ جانغ - يوب أبرز منشّق كوري شمالي فارّ إلى كوريا الجنوبية. ودانت المحكمة المتهمين، كيم ميونغ هو ودونغ ميونغ كوان، بانتهاك قانون الأمن القومي الكوري الجنوبي. وقال القاضي تشو هان - شانغ إن «جهود محاولة تحديد مكان إقامة هوانغ للتآمر لقتله، يشكّل فعلاً خطراً يقوّض الأمن والنظام الاجتماعيين، ويجب إدانته»، مضيفاً ان «المتهمين أقرا بالذنب في التهم الموجهة إليهما» وأعربا عن ندمهما. وزاد أنهما «أظهرا جانباً إنسانياً، اذ أعربا عن قلقهما في شأن سلامة عائلتيهما في كوريا الشمالية». والكوريان الشماليان البالغ كل منهما 36 سنة، كانا ضمن وحدة عسكرية كورية شمالية للتجسس، واعتُقلا في آذار (مارس) الماضي بعد وصولهما إلى كوريا الجنوبية في كانون الثاني (يناير) الماضي، بوصفهما منشقين. وخلص المحققون الى ان هدفهما تمثل في تصفية هوانغ جانغ - يوب الذي كان الأمين العام السابق لحزب العمال الحاكم في بيونغيانغ، وانشق عام 1997 أثناء زيارته بكين، ليصبح أبرز مسؤول منشق عن كوريا الشمالية. وهوانغ (87 سنة) هو مهندس أيديولوجية الاكتفاء الذاتي للنظام الكوري الشمالي، ويعيش تحت حراسة مشددة في مكان سري في كوريا الجنوبية. لكن بيونغيانغ نفت سعيها إلى اغتياله. جاء الحكم على الجاسوسين الكوريين الشماليين، بعد اقتراح بيونغيانغ على سيول إجراء محادثات عسكرية مباشرة لكشف ظروف إغراق البارجة الكورية الجنوبية في آذار الماضي. ووجه المندوب الكوري الشمالي لدى الأممالمتحدة سين سون هو رسالة إلى المندوب المكسيكي كلود هيلر الذي ترأس بلاده مجلس الأمن في الشهر الجاري، ذكّر فيها برفض بيونغيانغ نتائج التحقيق الذي أجرته سيول ويتهم كوريا الشمالية بإغراق البارجة بطوربيد، ما أدى الى مقتل 46 بحاراً. وجاء في الرسالة: «نعتبر ان الطريقة الأكثر منطقية لتسوية الموقف، هو ان تجلس الكوريتان الجنوبية والشمالية معاً للبحث عن الحقيقة». وأضافت الرسالة: «انطلاقاً من هنا، اقترحت كوريا الشمالية في 27 حزيران/يونيو على الطرف الكوري الجنوبي إجراء اتصال على مستوى مجموعة العمل، من اجل التحضير لمحادثات عسكرية رفيعة المستوى بين الطرفين». وزادت: «على مجلس الأمن اتخاذ إجراءات للمساعدة على تحقيق هذا الاقتراح، من اجل البحث موضوعياً عن الحقيقة، قبل الاهتمام ب «نتائج تحقيق» أحادي أجرته الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية». وعلّقت البعثة الكورية الجنوبية لدى المنظمة الدولية على الرسالة الكورية الشمالية، إذ بعث برسالة الى البعثة المكسيكية ذكّرت فيها بيونغيانغ بوجود آلية رسمية للاتصال بين البلدين، ينص عليها اتفاق الهدنة الموقّع عام 1953. وجاء في الرسالة: «يعود الى لجنة الهدنة العسكرية معالجة حالات انتهاك الاتفاق».