أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بأن اشتباكات عنيفة تدور بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محور بلدة كفركلبين وعدة محاور أخرى بريف حلب الشمالي، «في محاولة من الفصائل لفك الطوق عن مدينة مارع» التي نجح التنظيم قبل أيام في محاصرتها وقطع طريق الإمداد بينها وبين مدينة أعزاز المجاورة للحدود التركية. وأشار المرصد إلى «سماع دوي انفجار عنيف في محيط بلدة كفركلبين» تبيّن أنه ناجم عن تفجير «داعش» عربة مفخخة في المنطقة. وسلّط تقرير ل «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» الضوء أمس، على معاناة مدينة مارع ووقوعها في طوق بين القوات الكردية و «داعش». وأوضح التقرير أن القوات الحكومية السورية وميليشيات أجنبية متحالفة معها كانت بدأت في شباط (فبراير) 2016، وبدعم مكثف من الطيران الروسي، هجوماً واسعاً يهدف إلى قطع الطريق الوحيد الواصل بين ريفي حلب الشمالي والغربي وأحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، وأن ذلك الهجوم «تزامن مع حملة عسكرية قادتها الإدارة الذاتية الكردية عبر قوات سورية الديموقراطية (ذات الغالبية الكردية)... حيث اجتاحت مناطق تخضع لسيطرة المعارضة السورية وسيطرت على مدينة تل رفعت وبلدات دير جمال ومنغ وغيرها، ما تسبب بنزوح وتشرد واسع لأهلها، وما زال الآلاف منهم في العراء تقريباً على الحدود السورية- التركية». وتابع التقرير أن هذه الهجمات من القوات الحكومية من جهة وقوات الإدارة الذاتية الكردية من جهة ثانية تسببت في «حصار منطقة مساحتها قرابة 500 كلم، من الجنوب تحاصرها القوات الحكومية، ومن الغرب قوات سورية الديموقراطية الكردية، ومن الشرق تنظيم داعش... وهذا الحصار تسبب في نزوح وتشرد جديد لما لا يقل عن 120 ألف شخص من مدن مارع وعندان، وبلدات حردتنين وتل جبين، ومسقان، ورتيان، وكفرنايا، وتل ماير». ولفت التقرير إلى أنه منذ 27 أيار (مايو) الماضي شن «داعش» هجوماً على مناطق سيطرة المعارضة وسيطر على كفركلبين وجبرين، وقطع الطريق الوحيد بين مدينتي مارع وأعزاز و «بذلك تم تشديد الحصار على مدينة مارع بشكل كامل فقد بات تنظيم داعش يحاصرها من جهات الشرق والجنوب والشمال، في حين تحاصرها قوات الإدارة الذاتية الكردية من الجهة الغربية». وأشار التقرير إلى أن حصار مارع «تسبب... بأوضاع كارثية لقرابة 1700 عائلة»، ناقلاً عن مواطنين استغرابهم غياب أي دور فاعل لقوات التحالف الدولي في قصف قوات «داعش» التي تحاصر المدينة و «المكشوفة في شكل واضح». وتحدث عن اتهامات لقوات التحالف بشن غارة قتلت 7 من عناصر المعارضة بدل أن تستهدف «داعش». ولفت التقرير أيضاً إلى أن «قوات سورية الديموقراطية... تقوم بعمليات ابتزاز تهدف للحصول على مزيد من القرى والبلدات مقابل تسهيل مرور المدنيين إلى مناطق أكثر أمناً، فبعد مفاوضات مع فصائل المعارضة المسلحة قامت بالسماح بمرور قرابة 700 عائلة عبر مدينة تل رفعت التي سيطرت عليها منذ أشهر، مقابل انسحاب فصائل المعارضة المسلحة من قرية الشيخ عيسى». وأعلنت الأممالمتحدة أن السلطات الكردية تمنع مدنيين فارين من هجوم لتنظيم «داعش» من دخول المناطق الخاضعة لسيطرتها رداً على قصف مقاتلي المعارضة مناطقَ تحت سيطرة الأكراد في حلب. ويفر المدنيون من القتال بين مقاتلي المعارضة السورية وتنظيم «داعش» الذي تقدم في بلدة مارع الواقعة تحت سيطرة المعارضة مطلع الأسبوع في نجاح ملحوظ للمتطرفين ضد المقاتلين المدعومين من تركيا. وأبدت الأممالمتحدة قلقها إزاء حصار ما يقدر بحوالى ثمانية آلاف سوري بسبب القتال في شمال حلب. وأفاد تحديث للوضع صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن حوالى ألفي شخص استطاعوا الخروج من مارع وقرية الشيخ عيسى القريبة اللتين طوقهما مقاتلو الدولة الإسلامية في 27 أيار (مايو). وتابع: «إلا أن ما يقدر بحوالى سبعة آلاف مدني ما زالوا في الداخل وغير قادرين على المغادرة بسبب القيود التي تفرضها السلطات الكردية»، مضيفاً أن الإجراءات رد كردي على قصف عناصر المعارضة حيَّ الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة الأكراد في حلب. في تلك الأثناء، أصدرت سلطات المعارضة في بلدة أعزاز الواقعة تحت سيطرتها قرب الحدود التركية توجيهات بعدم السماح بدخول المزيد من الفارين من مناطق خاضعة لسيطرة «داعش». وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن التوجيهات صدرت بسبب مخاوف من تسلل عناصر «داعش» يعرفون أنفسهم بأنهم نازحون بعد وصول ثمانية آلاف نازح إلى أعزاز.