كنت قد قلت في مقال سابق في هذه المساحة، إن كأس العالم القائمة في جنوب أفريقيا، يمكن أن تكون أي بطولة، إلاّ أن تكون بطولة كأس عالم...! أدوار أولى كانت أشبه ببطولات الشركات، وبطل كأس العالم الأخيرة، منتخب إيطاليا يعجز عن حجز المقعد الأول أو الثاني في مجموعته، وفرنسا تخرج ذليلة...! أما فضائح التحكيم، فحدث ولا حرج، فقد دفع منتخب إنكلترا الثمن غالياً أمام الألمان، وغادر عائداً إلى لندن بفضل الحكم الأورغوياني خورخي لا ريوندا، وحدث الأمر ذاته للمكسيك أمام الأرجنتين، وهذه المرة كان الحكم هو الإيطالي روبرتو روسيتي...! حتى على مستوى النجوم، لم نرَ بعد هذا الكم الكبير من المباريات ما يمكن أن نسميه نجوماً بارزين أو مبهرين، كما كان يحدث في كؤوس العالم الماضية...! إنها البطولة الفقيرة في كل شيء، والمملة في بعض مبارياتها، والأسوأ فنياً على مستوى بطولات كأس العالم، والدليل وصول منتخبات الأوروغواي والبارغواي وغانا إلى دور ال 8...! كنت أعتقد أن المنتخب الإنكليزي سيصل إلى أبعد مدى في النهائيات، بل إنني كنت أرشحه لبلوغ المباراة النهائية، وربما الفوز بكأس العالم التي غابت عن مخترعي كرة القدم منذ مونديال 1966 في لندن، لكن إنكلترا خرجت وسبقتها فرنسا ولحقتها إيطاليا، ولا ندري على من سيكون الدور في الدور المقبل، بعد أن حيرتنا بطولة جنوب أفريقيا، فلم يعد مفهوماً، هل ما يحدث هو بسبب تطور الصغار، أم نتيجة تراجع الكبار؟ والشيء الوحيد الذي يستحق الإشادة والإنصاف والتقدير في هذا الحدث العالمي، هو قناة الجزيرة التي تفوقت في رأيي على بطولة كأس العالم، وقدمت لنا بطولة من نوع خاص، ويكفي فقط أن نذكر من طاقم محلليها أسماء لمدربين عالميين، ونجوماً سطعوا في سماء كرة القدم العالمية، أمثال المدرب إيمي جاكيه وآرسين فينجر وأريغو ساكي، ونجوماً من أمثال بيبيتو وماتيوس والنجم الدنماركي مايكل لاودروب، وغيرهم. إنه «زمن» الجزيرة الرياضية التي أكدت في هذا المونديال أنها أفضل من يقدم العمل الإعلامي الرياضي بكل فن واحترافية، وأنها سيدة القنوات الرياضية العربية، وعلى رغم كل ما حدث لها من تشويش، وأساليب قرصنة، إلا أنها صمدت، ومضت تعمل وتخطط غير آبهة بما يفعل الأقزام، فارضة احترامها على الجميع، وأولهم مشاهدوها. [email protected]