أعلن مسؤولون فلسطينيون أن إعلان إسرائيل مشروعاً استيطانياً جديداً في القدسالشرقيةالمحتلة سيكون «على رأس جدول الأعمال» خلال لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل في رام الله اليوم، فيما كشف وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أنه سيلتقي رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض قريباً ليناقش معه «مسائل اقتصادية». واعتبرت السلطة الفلسطينية أن القرار الإسرائيلي الأخير إقامة 1400 غرفة فندقية قرب جبل المكبر في القدسالشرقيةالمحتلة، «يثبت أن المفاوضات تدور في حلقة مفرغة». وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه إن «هذا الموضوع سيكون في صدارة جدول الاعمال خلال اللقاء مع ميتشل. وسنطلب منه أن يكون للإدارة الأميركية موقف من المشروع وغيره من مشاريع التوسع الاستيطاني التي تعيق المفاوضات... هذا المشروع يثبت أن السلام ليس من أولويات الحكومة الإسرائيلية». إلى ذلك، أكد مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني لوكالة «فرانس برس» أن «اتصالات تجري لترتيب عقد لقاء مع وزير الدفاع الإسرائيلي سيركز أساساً على الإسراع برفع الحصار عن قطاع غزة ووقف الاجتياحات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية والتواجد الأمني الفلسطيني خارج المدن». من جهته، قال باراك في ختام لقاء عقده مع ميتشل أمس: «علينا أن نلتقي خلال الأيام القليلة المقبلة، وهي ليست المرة الأولى، وسنتكلم، على ما أعتقد، عن الوضع على الأرض والتنسيق في المجال الأمني... وسنتكلم عن مسائل اقتصادية يطرحها أي طرف، مثل مصادرة البضائع أو محاولة منع العمال الفلسطينيين من العمل في المستوطنات، كما سنتطرق إلى نشاطاتهم (المسؤولين الفلسطينيين) ضدنا على الساحة الدولية». وأشار إلى أنه ناقش مع ميتشل سبل الانتقال إلى المفاوضات المباشرة. وأضاف أن «الهدف من هذه المحادثات في الوقت الحاضر هو التوصل إلى الانتقال من المفاوضات غير المباشرة إلى مفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين تتناول كل المسائل». من جهة أخرى، أعرب وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط عن أسف بلاده لعدم وجود فرصة لتحقيق المصالحة الفلسطينية قريباً، فيما أكد الرئيس حسني مبارك دعمه فكرة عقد مؤتمر دولي للسلام في موسكو لدى استقباله أمس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أطلعه على المحادثات التي أجراها في إسرائيل والضفة الغربية خلال جولته الحالية في المنطقة. وتناول اللقاء الجهود المصرية في المصالحة الفلسطينية والتحركات لضمان الانتقال إلى مفاوضات مباشرة تحقق حل الدولتين. وشدد لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع أبو الغيط على «أهمية إيجاد الظروف الملائمة لبدء المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي استناداً إلى الأسس والمرجعيات الدولية». وقال إن «الأمل موجود طالما هناك جهود تبذل للتوصل لحل قضية السلام، وأؤكد أن روسيا ستستمر في بذل الجهود بأقصى ما تستطيع». وشدد على «ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية لأنه من دون ذلك ستستمر سياسة فرض الأمر الواقع على الأرض»، لكن أبو الغيط قال: «للأسف لا نرى فرصاً لتحقيق المصالحة في شكل عاجل». وفي باريس، يرأس وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير مساء اليوم لقاء متابعة لمؤتمر باريس للدول المانحة للفلسطينيين، في ظل ظرف وصفه مصدر فرنسي مطلع بأنه «صعب، خصوصاً في ظل الغياب شبه التام للمساعدات العربية». ويشارك في اللقاء الذي سيعقد على مأدبة عشاء، مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط توني بلير ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ورئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض ووزيرا الخارجية النروجي يوناس غاره ستوره والمصري أحمد أبوالغيط الذي نظمت بلاده مؤتمر شرم الشيخ لإعادة إعمار غزة. وقال المصدر الفرنسي إن السلطة الفلسطينية «تواجه مصاعب مالية وعجزاً في الموازنة قدره 800 مليون دولار، لسبب بسيط هو أن الدول العربية لم تف بالتعهدات التي قطعتها خلال مؤتمر باريس، وهذا سيكون ضمن المواضيع التي سيناقشها اللقاء». وأضاف أن «الذرائع العربية لتبرير الإحجام عن المساعدة تركز على عدم تقدم عملية السلام وعدم إنجاز المصالحة الفلسطينية»، محذراً من أن «حجب المساعدات يؤدي إلى مشكلة خصوصاً أن الهدف منها هو بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية». ولفت إلى أن الدعوة التي وجهتها إسرائيل إلى وزراء خارجية أوروبا لزيارة قطاع غزة «ستكون أيضاً موضع تشاور وهي مرتبطة بترجمة إسرائيل ما أعلنته عن نيتها تخفيف الحصار». وتسبق اللقاء جلسة محادثات تجمع فياض ونظيره الفرنسي فرانسوا فيون.