في تطور مثير ولافت قضت محكمة الجنايات الكويتية أمس بسجن عدد من شيوخ الأسرة الحاكمة وآخرين على خلفية القضية المعروفة محلياً باسم «قروب الفنطاس»، في وقت ثبّتت محكمة التمييز في الكويت حكم الإعدام الصادر بحق متهم رئيس في تفجير مسجد الإمام الصادق في العاصمة العام الماضي، في هجوم تبناه «داعش»، وأدى إلى مقتل 26 شخصاً. ودانت المحكمة متهمين ب«الإساءة إلى الذات الأميرية والقضاء وإساءة استعمال هاتف». غير أن أطرافاً في المعارضة الكويتية تزعم أن وراء القضية «صراعات سياسية داخل الأسرة». ومن أبرز المدانين الشيخ عذبي فهد الأحمد (ابن شقيق الأمير) المدير السابق لجهاز أمن الدولة، والشيخ خليفة علي العذبي مالك ورئيس تحرير صحيفة وتلفزيون «الوطن» (جرى إغلاقهما بقرار حكومي)، وحكم على كل منهما بالسجن خمس سنوات مع الشغل والنفاذ. وحكم على المتهم الرئيس في القضية حمد الهارون بالسجن 10 سنوات، وعلى المحامي فلاح الحجرف وعبدالمحسن العتيقي وأحمد الداوود خمس سنوات. وقضت المحكمة بسجن الإعلامي والصحافي سعود العصفور بالسجن سنة واحدة. والأحكام أولية وقابلة للاستئناف. وبرأت المحكمة الشاعر أحمد سيار والإعلامي محمد الجاسم، ويوسف العيسى ومشاري بويابس وفواز الصباح وجراح الظفيري وهم ناشطون سياسيون ومغردون. ويقصد ب«قروب الفنطاس» مجموعة تتواصل ببرنامج «واتساب» وتتداول أفكاراً وخططاً سياسية وتجتمع في استراحة بضاحية «الفنطاس» جنوبالكويت. وبحسب رواية خصوم هذه المجموعة فإنها كانت خلف نشر معلومات ومزاعم ضد رئيس مجلس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد ورئيس مجلس الأمة (البرلمان) السابق جاسم الخرافي، واتهامهم بالتآمر السياسي وإساءة استغلال السلطة والمال العام في قضية «الشريط» التي عاشتها الكويت عامي 2013 و 2014، وانتهت بظهور وزير النفط السابق الشيخ أحمد الفهد (شقيق عذبي) على التلفزيون نافياً صحة ما ورد في الشريط ومعتذراً إلى الأمير الشيخ صباح الأحمد وإلى من مستهم اتهامات الشريط. وكان الشيخ أحمد الفهد سلم «الشريط» إلى النيابة العامة بعد ما بث خطاباً سياسياً باسم «بلاغ الكويت» شدد فيه على صواب وصحة الاتهامات وقضى ساعات طويلة بين يدي النيابة يشرح تفاصيل بلاغه، لكن ظهر فجأة على التلفزيون لينفي كل ما قاله ويعتذر مما شاع أنه كان تحت ضغوط سياسية. إلى ذلك، قضت محكمة التمييز أمس بتثبيت حكم الإعدام الصادر بحق متهم رئيسي في تفجير مسجد للشيعة في العاصمة العام الماضي، في هجوم تبناه «داعش»، وأدى إلى قتل 26 شخصاً. وأصدرت المحكمة بإعدام عبد الرحمن صباح عيدان (المعروف بسعود)، وهو من البدون المقيمين في الكويت، والمتهم بأنه قاد السيارة التي أوصلت الانتحاري السعودي الى مسجد الإمام الصادق. كما ثبّتت أحكاماً بالسجن تصل إلى 15 عاماً بحق ثمانية متهمين بينهم أربع نساء. ومن هؤلاء فهد فراج المحارب الذي خفضت محكمة الاستئناف حكمه من الإعدام إلى السجن 15 عاماً. والفراج هو الزعيم المفترض لخلية «داعش» في الكويت. وبرّأت التمييز 15 متهماً آخرين بينهم ثلاث نساء. ومن الذين تمت تبرئتهم، مالك السيارة التي استخدمت لإيصال الانتحاري الى المسجد. ولم تبحث في متهمين آخرين هم اربعة سعوديين وشخص من البدون، صدرت بحقهم احكام غيابية بالإعدام. ومن ضمن السعوديين الأربعة، شقيقان متهمان بتهريب الحزام الناسف الذي استخدم في عملية التفجير، عبر الحدود السعودية - الكويتية. واتهم 29 شخصاً، بينهم سبع نساء، في توفير مساعدة للانتحاري السعودي الذي نفذ التفجير الأكثر دموية في تاريخ الكويت. وإضافة الى إيصال الانتحاري الى المسجد، يتهم سعود ايضاً بأنه تولى نقل الحزام الناسف من الحدود الى داخل العاصمة. وعلى رغم ان المتهم أقرّ بمعظم التهم المنسوبة اليه امام محكمة الجنايات، الا انه تراجع عن اقواله امام محكمتي الاستئناف والتمييز.