أوقفت قيادة «القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان» (يونيفيل) مناورات كانت تجريها جنوب نهر الليطاني بعد احتجاجات قام بها أهالي قرى وبلدات، توغلت آليات تابعة لوحدات من هذه القوات الى داخلها، ما اعتبر مخالفاً للقرار 1701. وعلمت «الحياة» ان هذه المناورات كان من المفترض ان تستمر حتى مساء امس، لكنها اوقفت ليل اول من امس، من دون الاعلان عن ذلك، بعدما تعذر على الوحدات المعنية التحرك في اماكن انتشارها. وفي معلومات «الحياة» ان قيادة «يونيفيل» اجرت قبل اشهر اتصالات بالجيش اللبناني لإبلاغه عن مناورة تريد القيام بها تحاكي اطلاق الصواريخ بالطاقة القصوى من الاراضي اللبنانية وتتطلب انتشاراً واسعاً لقوات «يونيفيل» واستنفارها، وحصلت لقاءات تنسيق بين الجانبين، ووجهت اسئلة الى «يونيفيل» عن سبب حصرها بجانب واحد ولماذا لا تكون مناورة لمنع اي توغل اسرائيلي، ونبه الجانب اللبناني الى محاذير مناورة كهذه لأنها تعني دخول الطرق الداخلية للقرى في حين ان القرار 1701 يتحدث عن انتشار على الطرق العامة فقط، خصوصاً ان التوغل داخل القرى سيقابل بتحفظ وتوجس. وقالت مصادر حزبية ل «الحياة» ان مسؤولين في «حزب الله» لفتوا نظر قيادة «يونيفيل» الى حساسية الموضوع وابلغوها ان التوغل داخل القرى مخالف ل1701. واشارت المعلومات انه في ضوء ملاحظات الجانب اللبناني، وقف الجيش مراقباً هذه المناورات، في وقت سجل 20 اشكالاً بين القوات الدولية وبين الاهالي من اشعال حرائق وقطع طرق ولا سيما في العديسة ومحور بئر السلاسل. وتجرى حالياً محاولات للملمة الوضع في ضوء بروز اشكالية في العلاقة مع قوات «يونيفيل» ومن المتوقع عقد اجتماع قريب جداً للجنة الارتباط في الجيش اللبناني وقيادة هذه القوات. ونفى الناطق الرسمي باسم «يونيفيل» نيراج سينغ كل «الأقاويل التي تعتبر ما حدث أول من أمس، مقدمة لتغيير قواعد الاشتباك ل «يونيفيل» لا سيما ان مجلس الأمن سيناقش قريباً تحديد مهمتها لمدة سنة أخرى». وأوضح ان «ما حدث بالأمس حالة واضحة من سوء الفهم لدى بعض الناس حول الغاية من هذا التمرين الذي كانت تجريه يونيفيل، والغرض كان واحداً وهو اختبار قواتها الداخلية لنشر الحد الأقصى من القوات على الأرض في اي وقت من الأوقات، وجرى هذا الأمر على مدى 36 ساعة». وأضاف: «لم يكن هناك عمليات خاصة اخرى تم اجراؤها ولم يكن هناك اي سيناريو محدد يجرى التدرب عليه، كان المطلوب من القوات الإضافية التي انتشرت على الأرض تنفيذ المهمات الروتينية نفسها التي تقوم بها يونيفيل». واعتبر سينغ ان «الأهم من ذلك، الشفافية الكاملة في ما تقوم به «يونيفيل» وكان الجيش اللبناني على علم تام بهذه التمارين وثبت هذا الأمر بالأمس عندما قام الجيش بلعب دور رئيسي في نزع فتيل التوتر على الطرق المغلقة، وإن التنسيق الفاعل مع الجيش بالأمس خلال فترة الانتشار المعزز سيساعد في تحسين التعاون بين القوتين. والهدف المرتجى تمثل في تأمين مستوى عال من التأهب في صفوف قوات «يونيفيل» كي تتمكن من مساعدة الجيش اللبناني على نحو فعال في ضمان سلامة وأمن سكان الجنوب». وأكد سينغ ان «ولاية يونيفيل تخضع ومهماتها للقرار 1701 وقواعد الاشتباك المنبثقة من هذا القرار صلبة وموافقة لمهمات البعثة، و «يونيفيل» تقوم بأقصى ما يمكن ضمن هذه المعايير»، وقال: «النتائج الجيدة المحققة على الأرض أقر بها كل من مجلس الأمن والمجتمع الدولي في شكل عام، فضلاً عن الدول ال 13 المشاركة في يونيفيل».