لم تثن الأزمة المالية العالمية رئيس الوزراء الياباني، تارو آسو، عن مضاعفة مساعي بلاده الديبلوماسية إثر مشاركة اليابان في مؤتمر مجموعة العشرين بلندن، وفي قمة «آسيان» في تايلندا. ونظّم آسو الشهر الماضي، مؤتمر باكستان الدولي في طوكيو، وزار الصين في 29 نيسان (آبريل) الماضي، ويستقبل بعد ايام نظيره الروسي، فلاديمير بوتين. ولكن اضطراب الاقتصاد الياباني والسياسة اليابانية يضعف الديبلوماسية اليابانية. وبعد ستة أشهر على الازمة المالية، يبدو أن انعاش الاقتصاد العالمي هو رهن النمو الآسيوي، وخصوصاً بالهند والصين. وإسهام اليابان في بعث النمو بآسيا هو السبيل الى نهضة اقتصادها من كبوته. واليابان مدعوة الى انتهاج اسراتيجية ديبلوماسية أولويتها دعم الاقتصاد الياباني. والسبيل الى ذلك التعاون مع الصين. وأعلن لي شانغ شون، عضو لجنة حزب المكتب السياسي، أن التعاون الصيني – الياباني يخط مصير دول آسيا المطلة على المحيط الهادئ، في القرن الواحد والعشرين. وقال: «الصين واليابان يختلفان عن الدول الغربية. والصناعة في هذين البلدين مزدهرة. والقطاع المالي في كل من البلدين متماسك، ومعدلات الادخار مرتفعة. وتملك الصين واليابان أكبر احتياط من العملات الاجنبية في العالم». والحق أن الحكومة اليابانية تنظر بعين الريبة والحذر الى مثل هذه الدعوات الصينية، وتتساءل عن غايات الصين الحقيقية من وراء طلبها تنسيق المساعدات اليابانية بآسيا معها. فهل تسعى الصين الى نظام تعاون صيني - أميركي في القسم الآسيوي من المحيط الهادئ؟ فأوباما أعلن أخيراً أن العلاقات الصينية- الاميركية هي أهم علاقات ثنائية في العالم. ويسهم التحالف الياباني – الاميركي، وهو ركن الديبلوماسية اليابانية، في ارساء الاستقرار بآسيا. وإسهام اليابان في استقرار آسيا والعالم هو رهن انبعاث اقتصادها، وتعزيز علاقاتها مع الدول الآسيوية، وتحريك عجلة العلاقات الاستراتيجية الصينية – اليابانية في معالجة القضايا المالية والبيئية، وقضايا الطاقة. ويغفل آسو أن السبيل الى مضاعفة وزن آسيا الاقتصادي، وزيادة الطلب الداخلي، هو ابرام شراكة حقيقية مع الصين. والاسهام في استقرار آسيا يفترض شبك علاقات تعاون ومصالح مشتركة في ضوء معالم النظام الآسيوي والعالمي الجديد. وقضايا البيئة والمساعدات هي ركن الديبلوماسية اليابانية بعد الحرب الثانية. ودور اليابان حيوي في تذليل النزاعات بأفغانستانوباكستان من طريق بذل المساعدات التنموية. فتدهور الاوضاع في البلدين يبعث الارهاب الدولي من قمقمه، ويتهدد العالم بانتشار السلاح النووي. والتعاون بين واشنطن وطوكيو، وبين طوكيو وبكين وبقية دول جوار أفغانستانوباكستان، حيوي. ويبدو أن الاستراتيجية البحرية الصينية غامضة الاهداف. فبكين تصنع حاملة طائرات، وتسوغ خطوتها هذه بالزعم أنها القوى العظمى الوحيدة التي لا تملك مثل هذه القطعة العسكرية. واليابان مدعوة الى انتهاج ديبلوماسية نزع تسلح في آسيا - المحيط الهادئ لتفادي انزلاق المنطقة الى سباق تسلح. عن «آساهي شيمبون» اليابانية، 5/5/2009، اعداد م.ن