دشن ملك المغرب محمد السادس، محطة كهرباء تعمل بقوة الرياح، في منطقة ملوسا وسط جبال الريف جنوبي مدينة طنجة، بلغت كلفتها 300 مليون دولار، وهي اكبر محطة من نوعها في إفريقيا بنتها شركة «جاميسا اوليكا» الإسبانية. وتعمل المحطة بتشغيل 126 محركاً هوائياً، ويمتد المشروع إلى عام 2020 لمضاعفة إنتاج الطاقات المتجددة ثلاث مرات باستثمار 3،5 بليون دولار. وقالت وزيرة الطاقة والمعادن والماء والبيئة أمينة بن خضراء في حضور شخصيات مغربية وأجنبية: «يعرف العالم تحولات عميقة ستؤدي إلى بروز نظام إنتاجي عالمي جديد، يعتمد على الطاقات المتجددة والنظيفة، ُتقلص انبعاث غازات الاحتباس الحراري من اجل محاربة تحولات المناخ». واعتبرت أن الطاقة الكهربائية المنتجة بقوة الرياح ظلت تتطور بنسبة 30 في المئة سنوياً، وارتفعت قدرتها الإجمالية في العالم إلى 158 جيغاوات، ومكنت من توفير 200 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وهي مرشحة لتكون المصدر الثاني لإنتاج الكهرباء في العالم بعد الفحم بحلول عام 2015. وتسمح الإستراتيجية الجديدة للمغرب بزيادة الطاقات النظيفة بنسبة 42 في المئة وتشمل طاقة الشمس والريح والماء، وبناء عشرات المحطات الحرارية في المدن التي تعرف حركة رياح قوية في شمال البلد وجنوبه. وستوفر الرباط نحو 750 مليون دولار سنوياً بتوسيع استعمال طاقة الريح التي ستقلص 5،6 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، والاستجابة إلى الطلب المتزايد على الكهرباء بفعل النمو الاقتصادي والصناعي والارتقاء الاجتماعي، وزيادة التمدن والاستهلاك. وتقدر كلفة برنامج الطاقات الجديدة في المغرب ب20 بليون دولار منها 9 بلايين للطاقة الشمسية، و3،5 بليون للطاقة الريحية ، واستثمارات أخرى في الطاقات البديلة منها الصخور النفطية. وأشار المدير العام للمكتب المغربي للماء والكهرباء علي الفاسي الفهري، الى «ان التطور في إنتاج الطاقة يساعد على زيادة النمو الاقتصادي وتقوية الشراكة الدولية ومد الشبكة الكهربائية إلى دول مجاورة وتصدير الطاقات النظيفة». ويسمح الموقع الجغرافي للمغرب بالتحول إلى بلد مصدّر للطاقات الجديدة مستفيداً من سرعة الرياح التي تصل الى 12 متراً في الدقيقة وتمكن من إنتاج 25 ألف ميغاوات من طاقة الريح و2000 ميغاوات من طاقة الشمس. وقال خبراء ان الرباط ستتحول في السنوات والعقود المقبلة إلى مصدر لأنواع جديدة من الطاقة إلى الاتحاد الأوروبي ودول شمال إفريقيا، وسيدمج البحث العلمي الجامعي ضمن الخطة الإستراتيجية للطاقة لضمان استمرارية فوائدها الاقتصادية والتكنولوجية وانتشارها، وإنتاج معدات تشغيل المراوح وخزن 6600 ميغاوات - ساعة. وسيكون المغرب أول بلد في إفريقيا والشرق الأوسط ينتج هذه الكمية من الطاقات النظيفة التي تمكن من خفض كبير في استخدام المحروقات الأحفورية، وتقليص انبعاث ثاني أكسيد الكاربون تسعة ملايين طن سنوياً. يذكر أن المغرب بلد غير منتج للنفط والغاز و يستورد 96 في المئة من حاجته إلى الطاقة من الخارج، وتمثل 15 في المئة من مجموع الواردات.